أيها الحبيب،

في أيِّ حيوات أو أراض أخرى

عرفتُ شفتيكَ،

ويديك

وضحكك الجريء

الصفيق،

تلك التجاوزات العذبة

التي أعبدها؟

أية ضمانة هناك

بأننا سنلتقي مرة ثانية

في عوالم أخرى

في وقت ما غير محدد في المستقبل؟

سأتحدى استعجال جسدي،

لأنني بدون وعْد

بلقاء عَذْب آخر معكَ

لن أتنازل وأقدِّم نفسي للموت.

وأواصلُ الاحتضارَ:

تنهار الأوردةُ، تنفتح

كقبضة رضيعٍ غافٍ.

ذكرياتُ الأضرحةِ القديمة

والديدانُ

وتآكُلُ اللحمِِ والعظام

لا تقنعني بهجرِ التحدي.

أنا لا أشنُّ حروباً
لا أمطر سموماً على الكاتدرائيات
وأذيب نجمات داود
لأصنع منها حنفياتٍ ذهبية
تضيئها مصابيحٌ
تظللها جلودُ الآدميين.

ظلال على الجدار

ضوضاء أسفل الردهة

الحياة لا تخيفني على الإطلاق

كلاب سيئة تنبح بصوت عال

أشباح كبيرة في سحابة

الحياة لا تخيفني على الإطلاق

إوزة أم عجوز بخيلة

أسود طليقة

انهم لا يخيفونني على الإطلاق

تنين يتنفس لهبا

على لحافي

هذا لا يخيفني على الإطلاق.

نحن الذين لم نعتد على الإقدام
نحن المنفيين من البهجة،
نعيش منطوين في قواقع الوحدة
إلى أن يترك الحب معبده المقدس العالي
ويمثل أمامنا ناظريْنا
ليحررنا ويبعث فينا الحياة.

قد تكتبونني في التاريخ
بأكاذيبكم الملتوية المريرة،
قد تسحقونني في التراب
ولكن مع هذا، مثل الغبار سأعلو.

هل تزعجكم وقاحتي؟
لِمَ أنتم محاطون بالكآبة؟
لأنني أسير كما لو كانت لديّ آبار نفط
تضخ عندي في غرفة المعيشة.

ليلةَ البارحة
رقدتُ وفكّرت
كيف
أعثر لقلبي على بيتٍ
لا يعطشُ الماءُ فيهِ
ولا يستحيلُ الرغيفُ الى حجارة.
وقرَّ ذهني ..

الطائر الحر يقفز

فوق ظهر الهواء

يطفو للأمام

إلى أن ينهي هذا الاندفاع

ويغطس جناحيه في الأشعة البرتقالية للشمس

ويجرؤ على أن يتحدى السماء.