تأملها: إنها جميلة جدًا، ضحكتها ترتطم بالشاطئ،

ضحكة مترعة بالغضب وبالزبد. لكن لا تحاول

أن تقول ما يخطر ببالك.

حلُمتُ بترتيب الخير والشر،
مثلما يرتب العلماء الفراشات:
حلمتُ بتشبيك الخير والشر
على القطيفة السوداء
لواجهة من كريستال.
أسفلَ الفراشة البيضاء
لنا أن نقرأ: الخير.

فتحت بابًا حديديًا،

صريره تسلل إليّ، ثم وطأت جذر شجرة،

وأبصرت نافذة مشتعلة،

لكن الفجر يلتهم الأوراق ولم تكوني هناك لتقولي لي

إن العالم قد تمزق وغدا مسمومًا.

وعلى حين غرّةٍ، ها هو الكرسيّ الهزاز

-وكأنه يلتقط

كلماتِ المطر الأولى-

قد بدأ يتهادى من تلقاء ذاته

في الركن الأكثر ملاءمةً داخل الغرفة

حيث يخفتُ الضوء

وتنتشُ بعضُ الأحذية العتيقة.

لستُ أدري أيّ مجاز سلكتُ

غير أني وصلتُ إلى هنا

إلى تلك البقعة الغريبة

الخالية من المساكن والأرياف

هذا المكان الـمُعرّى

من كلّ شيء:

من الحجرِ إلى الروح

حيث يتجذّرُ العالم.

يقتات الطائرُ

بنقرِه المحكَم على الصمت

ينقِّبُ عنه بين أكثر الوريقات تهشّماً

وثمة ارتعاش يعتريه

في وقوفه على الغصنِ الوحيد للمساء

سيحلِّقُ فيما بعد

سيكون غمامةً ناعمة

فوق سلاسل الجبال الزرقاء

حيث أمي وحدها

والنجوم تزهو

سيكون فحوى النشيد

الرؤيةُ مشاعٌ الآن

وما سيؤول غباراً

حجرٌ نازف

في وجه قوس الطلقة الداكن.

دخل اللّيلُ إلى فراشي

وصدري العاري الحزين

يرتّبُ غيابَكَ

جسدي يحكّني من الجهة التي أفتقدكَ فيها

يداعب أنْفَاسَ القُبَل

المبلّلة بالعرقِ

والطريقة القلقة والمتكرّرة

التي نحبّ بها بَعْضَنَا

يدي تصبو

إلى أن تضيع في نزواتِ أصابعك

تهدّيء مشاعر القلق

الذي تؤثّثه الأسبابُ والفضاءاتُ المستحيلةُ

الليل يدخلُ

المدينةُ غريبة.

أن أكون مثل السحابة:

السحابة رحلة الماء عبر السماء،

السحابة مهد لطفل الماء

يهزهز نفسه في الهواء

الذي تثقبه الطيور.

مررت بالأمس في حديقةٍ، مزروعة بكل أنواع الزهور. كانت ريانة وكل ورقة من أوراقها خضراء في جذلٍ، وكل زهرة متفتحة للنور.

هنالك خارج شباكي شجرةٌ، لا تبالي بشخوصي، وأفكاري، وهاجسي بأن الوقت لم يكن قط كافيا. تفقد أوراقها في الخريف وتستعيدها في الربيع.

لوقتٍ طويل ظللت أظنكَ أنت الذي أوجد الظلَّ في حياتي. كان مجرد حضورك يصيبني بالغثيان. كنتَ حِملًا ثقيلا على كتفيّ.

أراك منحنيًا في الحديقة، تنزع نباتاتها الضارة. يا للثقة التي تفرِّق بها بين زهور جديرة بالبقاء في التربة وأخرى جديرة بالموت.

تعالي يا يمامة.. يا يمامة تعالي،

أخبريني عما تشهدين.

رأيت رجلين يمران

ببنادق وأعلام،

أحدهما يركب حصانًا أرقطَ

والآخر فرسًا سوداء.

عندي مخاوف كثيرة: من الليل، من الشيخوخة، من رؤية أحبابي يمرضون أو يموتون، من موتي أنا. هذه مخاوف طبيعية لا شك.

قضيت  شهورا  عديدة  أعيش  قرب  المحيط.   أصحو  على  أغنية  الموج.   أنام  على  أغنية  الموج.   وأجمع  الأصداف  عصرًا  وآخذها  إلى  البيت.