فرنسا
15 قصائد شعرية
أعيش، أموت، أحترق، أغرق
أعيش، أموت، أحترق، أغرق
أتحمل القشعريرة والبرد معاً
نعومة الحياة وقسوتها في آن واحد
ولدي مشكلات مؤلمة تمتزج بالفرح
أضحك فجأة وفي ذات الوقت أبكي
ويحمل فرحي بداخله الكثير من الحزن.
لويز لابيه
فرنسا
مساءات، مساءات
كم من مساءات من أجل صباح واحد
جزيرات متناثرة، جسد ذائب، قشرات
تمتدّ بعدد الألف في سريره،
اختلال محتوم.
هنري ميشو
فرنسا
على امتداد الأرصفة، أرصفة الموانئ
تتأرجح السفائن العظيمة
في سكون.. على صفحة الموج الساجي
غير عابئةٍ..
رينيه سوللي برودوم
فرنسا
ساتانُ الصّفحات التي تُقلَّب في الكتب يَلفُّ جيّداً امرأةً جميلةً
إلى حدّ أنّ المرء حين لا يقرأ يتملّى هذه المرأة بحزن
دون أن يجرؤ على التّحدّث إليها دون أنْ يجرؤ
على أن يقول لها إنّها في غاية الجمال
وإنّ ما سنعرفه هو بلا ثمن
هذه المرأة تمرّ من دون أن تُلْمَح ومن حولها صَخبُ أزهار
أحياناً تلتفتُ في المواسم المطبوعة
وتسأل عن السّاعة أو تتظاهر بالتّحديق إلى المجوهرات وِجاهاً
مثلما لا تفعل الكائنات الواقعيّة
ويحتضر العالَم يحدثُ تقطُّع في حلقات الهواء
شقٌّ في مكان القلب
صُحف الصّباح تجلب مُغنِّيات
لأصواتهنّ لونُ رمل الضّفاف الليّنة والخطيرة
وأحياناً تفتح صُحف المساء ممرّاً لفتيات صغيراتِ السّن جِدّاً
يَقُدْنَ حيواناتٍ مُقَيّدة
لكنّ الأعجب هو في فُرَج بعض الحروف
حيثُ تُخَرِّبُ أيادٍ أشدُّ بياضاً من قُرون النّجوم
عُشَّ خطاطيف بيضاء
من أجل أن يسقطَ المطر على الدّوام
إلى انخفاضٍ شديد شديد
فلا تعود الأجنحة تستطيع أن تخوض فيه
أيادٍ يتمّ الصّعود منها إلى أذرعٍ خفيفةٍ
حَدَّ أنّ بُخار المروج في تواشجاته الدّاخليّة الرّشيقة
فوق المستنقعات هو مرآتُها غير المتميّزة بالكمال
إلى أذرعٍ لا مفاصلَ تَربطها بشيء
سوى الخطر الاستثنائيّ لجسدٍ مُقيَّضٍ للحُبّ
البطنُ بِذا الجسد يستثير الآهات البيّنة
من قِبَل الأدغال المليئة بالأشرعة
وليس له من سِمَة أرضيّة سوى الحقيقة الهائلة المُثَلَّجة
لزلّاجات النَّظرَات على الامتداد
الأبيضِ كلّيةً
لِما لنْ أراه بعد
بسبب عِصابة العينين العجيبة
التي هي عِصابتي في لعبة استغمايةِ الجراح.
أندريه بروتون
فرنسا
كلُّ تلك الشظايا التي تعبرنا
التجاربُ إذ تبني حيواتنا
الحكاياتُ وهِيَ تُرْوى كلَّ يومٍ، في كلِّ الأمكنةِ
آلافٌ منْ تواريخِ أخبارِ الرُّوحِ التي لا ينبغي أن تُنسَى
تلك الميتَاتُ الصغيرة المَتكوِّمَة في الأحلام
أنا عَالَمٌ منْ شُهودِ العيانِ
يُثَبِّتُ أنَّ الحياةَ ملهاةٌ مأساويةٌ، أحياناً تُشْبِهُ بيانو مجنون
المصدر: كيكا
أدا مونديس
فرنسا
في المركز من أراضي الهنود بأوكلاهوما
رجلٌ جالس
عينُه مثل قطّ يطوف حول أصيصِ نَجيل
رجلُ مُطَوّق
ومن خلال نافذته
مجلس الآلهة الخادعة الصّارمة
التي تنهض من الضّباب أكثر عدداً في كلّ صباح
حوريّات غاضبات
عذراوات على الطّريقة الإسبانية
بداخل مثلّثات متساوية الضّلعين
مذنّبات ثابتة يُزيل البرد لونَ شَعرها
النّفط مثل شَعر إيليانور
يَغلي فوق القارّات
وفي بذرته الشّفافة
على مدى البصر هنالك جيوش تراقب بعضها
هنالك أناشيد تسافِر تحت جناح لمبة
وهنالك أيضاً الأمل في المُضِيّ بسرعة
إلى الحدّ الذي يلتقي معه في عينيك
خيط زجاجة النّافذة مع أوراق الشّجر
والأنوار
في ملتقى الطّرق المترحّلة
رجل
هو الذي رُسِمتْ حوله دائرة
مثلما حول دجاجة
مدفون حيّاً في انعكاس البقع الزرقاء
المكوّمة إلى ما لا نهاية في خزانته
رجلٌ رأسُه مَخِيطٌ إلى الجوارب الطّويلة للشّمس الغاربة
ويداه سمكتان ترعيان الطّحالب
هذا البلد يُشبِه علبة ليل هائلة الحجم
بنسائه القادمات من أقصى الأرض
أكتافهنّ تُسَوّي حصى كلّ البحار
لمْ تنسَ الوكالات الأمريكيّة أن تتكفّل بهؤلاء الزّعماء الهنود
الذين حُفِرتْ في أراضيهم آبار
والذين لم تبق لهم حرّية التّنقّل
إلا في الحدود التي تَفرضها معاهدة الحَرب
الغنى اللامُجدي
الجفون الألف للماء الذي ينام
يمرّ الوصيّ في كلّ شهر
يضع قبعته الأنيقة على السّرير المغطّى بالسّهام
ومن حقيبته التي من جلد الفقمة
تتناثر أحدث كتالوغات المعامل
التي تمنحها أجنحةً اليد التي كانت تفتحها وتغلقها
حين كنّا أطفالاً
مرّةً وعلى الخصوص مرّةً
كان ذاك كتالوغ سيّارات
يُقدِّم سيّارة العروس
للعربة التي تمتدّ لنحو عشرة أمتار
وتجرّها الخيل
يُقدّم عربةَ الرّسّام التشكيلي الكبير
وهي مُقتطَعة من مَوشور
وعَربة الحاكم
الشبيهة بقنفذ بحر كلٌّ من شوكاته قاذفةُ لهب
وكانت هنالك خاصّةً
سيّارةٌ سوداء سريعة
بأعلاها نُسورٌ من صَدف
وفي كلٍّ من جوانبها نَقْشٌ لِغصن ذي أوراق
ممّا تزيَّن به مداخن الصّالونات
فكأنّما نُقِشَ مِنْ قِبَل الأمواج
عربةٌ باذخة لا يُمكن أن يُحرّكها إلّا البرق
مثلما تلك التي تهيم فيها الأميرة أكّانتْ [i]
مِنقلةٌ هائلة الحجم بأكملها من بزّاقات رماديّة
ومن ألسنة نار كما تلك التي تظهر
في السّاعات المشؤومة
في حديقة بُرج سان جاك
سمكةٌ سريعة عالقة بطحلب وضرباتُ ذيلها لا تكفّ
سيّارة كبيرة للتّباهي وللحِداد
للنّزهة الأخيرة لإمبراطور قدّيس قادم
من أجل نزوة
وستجعل الحياة بأكملها عتيقة الطّراز
الإصبع أشارت بلا تردّد إلى الصّورة المتجلّدة
ومنذ ذلك الوقت
فالرّجل ذو عُرْف سمندل الماء
خلف عجلة القيادة التي من لآلئ
يأتي كلّ مساء ليُطرّز سرير إلهة الذُّرة
أحتفظ للتّاريخ الشّعريّ
باسْم ذلك الزّعيم الذي سُلِبت منه أملاكه
والذي نشعر نوعاً ما بقرابته لنا
اسم ذلك الرّجل الوحيد الذي دخل السّباق الكبير
ذلك الرّجل الذي صدِئ بشكل بديع في آلة جديدة
الذي يُنَكِّس الرّيح
إنّه يُسمّى
إنّه يحمل الاسم اللامع
الذي هو طارِدْهنّ كلّهن
على الدّوام طارِدْ في الآنِ نفسِه الأرنَبين
جَرّب حظّك الذي هو مجموعة أجراسِ احتفال وإنذار
اِجْرِ خلف كائنات أحلامك اللائي يفقدن قواهنّ
ملفوفات في تنانيرهنّ الدّاخليّة
اِجْر خلف الخاتم الذي بلا إصبع
اِتبع رأسَ الجُرف الثّلجيّ
أندريه بروتون
فرنسا
دخلت الشمس غرفتي،
كان لها عنق نحيل كأعناق الزهور،
رأسها بدا كجمجمة عصفور،
فيما اختطفتُ بغرابةٍ
أكبرَ زر تبانها
ونظرنا إلى بعضنا كأطفال:
أمسك بكِ أولا
تمسكين بي
من لحيتي الصغيرة.
جورج باتاي
فرنسا
وأنا راحِلٌ ضَيّعتُ دربي.
وقد تأخّرتُ فجأةً
فصَعُب أن أستديرَ عائداً
لقيتُ نفسِي وسطَ منبسط
وعجلاتٌ ضخام
تدورُ في كلّ مكانٍ.
هنري ميشو
فرنسا
قُرْبَ جدولِ الماء
تَسْهَر نجمةٌ ثُمّ تغطِس
كاسِرٌ التقفَ الضّوء المُتَشَكّي
ها هو صِياح الدّيَكة الذي يُدْمي الليل
الخوفُ يَفْصِلُ مَشْهَداً حادَّ الزّوايا
حيثُ نَسْمعُ النّدى يُولَدُ مُرْتَعِدا.ً
دانييل بولانجيه
فرنسا
عِندما تغِيبُ العنادلُ عَنِ الأَشْجَارِ
منِ كثرةِ ارتماءاتها على حَافَّتي قَدميك
عندما تغيب الاستعارات
بما يكفي في رأس مجنونٍ
كي تصنع لك حافظة أوراق
سأبدعُ من أجلك وردة.
لوي اراغون
فرنسا
فليثبّتوا لي قطعة الحرير هذه
من أركانها الأربعة،
فلن أرسم فيها السماء أبداً.
فلا البحرُ ولا شواطئُه،
لا الغابة ولا الجبال ستغوي فيها فنّي.
بول كلوديل
فرنسا
المُثَلِّجة البيضاء الكبرى في غابر الأزمنة
والتي تُوزِّع الرّعشات على المدينة
تُغنّي لنفسها فقط
وخَلفيّةُ أغنيتِها تُشبِه الليل
الذي يُحْسن إنجازَ ما يقوم به ويبكي لِمعرفته بذلك
ذاتَ ليلة إذْ كنتُ في نوبة حراسة، بَحّاراَ فوق بركان،
فتحتُ بابَ مقصورة دونما صوت
وبسرعة جثوتُ عند قدَمي الأناة
لِفَرط ما كانتْ جميلةً في عينيّ ومستعدّةً للاستجابة لي
لم تكن إلّا شعاعاً في العَجلة ذات الخمار
وكانت تستند إليّ حين يمرّ الموتى
أبداً لمْ تُضئنا الخمور المطبوخة على نار هادئة
كانتْ صديقتي بعيدةً جدّاً من الأسحار
التي تحيط بالمصباح القُطبيّ الشّماليّ
في زمن شبابي الألْف
لقد فتنتُ هذه الرّعّادة التي تُومِض
ننظر إلى ما لا يُصدَّق وعلى الرّغم منّا نعتقد في وجوده
وإذْ باشرتُ يوماً المرأة التي أُحبّ
فها نحن نجعل الأضواء سعيدةً
إنهن يَزْرُقن بحُقن المخدّر أفخاذهنّ
الامتلاك هو ورقة نَفَل أضفْتُ إليها جزءاً رابعاً اصطناعيّاً
تُلامِسني الهواجر
مثلما العصافير التي تسقط
تحت الظِّل هناك ضوء وتحت هذا الضّوء ثمّة ظِلّان
المدخِّن يقوم بآخر ما يلزم لإنهاء عمَله
هو يبحث عن اتّحاد ذاته مع المنظر الطّبيعيّ
إنّه واحد من ارتعاشات المُثَلّجة الكُبرى.
أندريه بروتون
فرنسا
في نشيدٍ من غضبي
هنالكَ بيضةٌ،
وثمةَ في هذهِ البيضةِ
أمّي، أبي
وأولادي،
وفي هذا كلّهِ فرحٌ
مُمتزجٌ بحزنٍ، وحياةٍ.
هنري ميشو
فرنسا
في هذه الدنيا حيث تذبل كل الورود
ولا تدوم طويلا أغنيات الطيور العِذاب
أحلمُ أنا بأصياف
تدوم الى الأبد.
رينيه سوللي برودوم
فرنسا
دائماً للمرّة الأولى
وأنا بالكاد أعرفكِ بالعِيان
تدخلين في تلك السّاعة من الليل إلى بيت مائل
بالنسبة لنافذتي
بيت مُتخَيَّل بأكمله
وهناك من ثانية إلى أخرى
في السّواد التّامّ
أنتظر أن يحدث من جديد التّمزّق الفاتن
في واجهة البيت وفي قلبي
وبقدر ما يزداد اقترابي منك
في الواقع
يشتدّ غناء المفتاح بباب الغرفة المجهولة
التي تبدوين لي وحيدةً فيها
في البدء أنتِ متحلّلة تماماً في ما يُشِعّ
زاوية السّتار الهاربة
هي حقل ياسمين تأمّلتُه في الفجر
على طريق بإحدى ضواحي غْراسْ
آلات القَطف فيه التي تبدو مائلةً
خلفها الجناح القاتم المرتخي
للشّتائل المشذّبة
أمامها مثلّثُ ما يَبهر
الستار يُرفع بشكل لامرئيّ
تدخُلُ في صخب كلُّ الأزهار
إنها أنتِ في صراع
مع هذه الساعة الطويلة جدّاً
والتي ليست أبداً مشوّشة حدّ الإغفاء
أنتِ كما لو أمكنك أن تكوني
أنتِ نفسك باستثناء أنّه وارد
ألا ألتقيَك أبداً
تتظاهرين بأنّك لا تعرفين أنّي أراقبك
بشكل رائع لم أعد متيقناً
من كونك تعرفين ذلك
عدم انشغالكِ يجعل عينيّ تغرورقان بالدموع
تأويلات شتّى تحوق بكلٍّ من حركاتك
إنّهُ اصطيادُ فراشات
هنالك كراسيُّ هزّازة على جِسر
هنالك أغصان توشِك أن تخدشك في الغابة
هنالك في واجهة بشارع نوتردام دي لوريتْ
ساقان جميلتان متقاطعتان في جوربين نسائيّين طويلين
يتّسعان في الوسط من عشبة نَفل كبيرة بيضاء
هنالك سلّم من حرير مبسوط على اللبلاب
هنالك أنّني
بإطلالي على هاوية غيابك
عثرتُ على الأسلوب الخَفيّ
لأُحبّك
دائماً للمرة الأولى.
أندريه بروتون
فرنسا
أن نجلسَ معاً، نحن الأثنينِ
على جرفِ ساقيةٍ دافقة
نراقبُ أمواجها الجاريات.
أن ننظر معاً
لغيمةٍ تسرحُ في الفضاء.
رينيه سوللي برودوم
فرنسا
عندما كُنْتُ حكيماً
كنّا أنا والخادمة خلال الأيّام المرشوشة بمسحوق السُّكَّر
نتركُ الحشد يتقاتل في السّاحة الكبرى
على قطع حَلوى صغيرة
يُلْقي بها إليه قُضاةٌ رومانِيّون
كنتُ أركبُ التّرام مع الخادمة
ونمضي حتّى المحطّة الأخيرة
وكنّا نعود إلى البيت
في نفسِ المَرْكبة الرّومانِيّة الصّفراء
من مكان أبعد بكثير من النّجومِ
التي ثَقَّبَتْها كلماتٌ مَجهولة
دانييل بولانجيه
فرنسا
هذا الْحُبّ
الْقاسي جدّا
الْواهنُ جِدّا
النّاعمُ جدّا
الْبائِسُ حِدّا
هذا الْحُبّ
جميلٌ كالنّهار
وسَيِّءٌ كالطّقس
حينَ يكون الطّقس سَيِّئاً
هذا الْحُبّ الْحَقِيقيّ جِدّا
هذا الْحبّ الجميلُ جِدَّا
البهيجُ جدّاً
الْفَرحُ جِدّا
والنّزِقُ جدّا
يَرتَجِفُ خوْفاَ كطفلٍ في الْظّلْمة
والْواثِقُ مِن نفسه جِدَّا
كرَجُلٍ هادِئٍ في قلبِ اللّيلِ
هذا الْحبّ الّذي أرْهبَ الآخرينَ
الّذي نطَقَهُمْ
الّذي شحّبَهُمْ
هذا الْحُبّ الْمُراقَبْ
لأنّنا كُنّا نُراقِبُه
مُضْطهَد مَجروح مَدْعوس مُجْهَزٌ عليه مُنْكَر مَنْسِيّ
لأنّنا نحنُ اضْطهدناه جَرَحناه دَعَسناه أَجْهزنا عليه أَنْكرناه نَسيناه
هذا الْحُبّ بِرُمّتِه
الْبَعدُ حيٌّ جِدّا
والْمُضيءُ جِدّا
إنّه حُبُّك
إنّه حُبِّي
إنّه ذاك الّذي كان
متجدّدا على الدّوامْ
ولم يتغيّرْ
الْحقيقيُّ جِدّا كنبتة
الْمُرْتَجِفُ جِدّا كالطّيْرِ
السّاخِنُ جِدّا الحيُّ جدّا كالصّيْفِ.
جاك بريفير
فرنسا
يا نساءَ الرخامِ
اللواتي تنمنَ على ظهوركنّ
يامَن صففتنّ شعركنّ
بدقةٍ
إن هيئتَكنّ قاسيةٌ
الهواءُ لا يقربُ منكنّ
والفراغُ لا يرعبُكنّ
لا عندَ انحناءِ الذراعين
ولا في راحةِ أيديكنّ المفتوحةِ
أنتن لستنَّ بحاجةٍ لأحد
فالعشاقُ هم
الذين ينامون على بطونهم
أنتن لستنَّ بحاجةٍ لأحد
هم العشاق…
أيتها الملكاتُ!
صوفي مارتان
فرنسا
لم أكن قد بدأتُ أراكِ كنتِ أُوبْ
لم يكن شيءٌ قد كُشِف
كانت كلّ القوارب تترجّح على السّاحل
فاكّةً الأشرطة الحرير (تعرفين) عن عُلب حبّات المُلَبّس
الورديّة والبيضاء التي يتنزّه فيما بينها
مكّوك من فضّة
وأنا أسميتُكِ أُوبْ مرتعشاً
بعدها بسنوات عَشر
أعثر عليك من جديد في الزهرة المداريّة
التي تتفتّح في منتصف الليل
بلّورة الثلج الواحدة
التي تطفح من كأس يديك الاثنتين
يسمّونها في المارتنيك زهرة الحفل الراقص
هي وأنتِ تتقاسمان سِرّ الوجود
فأوّل حبّة طَلّ تتقدّم كثيراً على الأخريات
تنبعث منها ألوانُ قوس قُزَح
جنونيةٌ وتحتوي كلّ شيء
أرى ما سيبقى إلى الأبد مُخفىً عنّي
إذ تنامين في فُرجة ذراعك تحت فراشات شَعرك
وحين تنبعثين من فينيق نبْعك
في نعناع الذّاكرة
ومن التموّج الملغز للتشابه في مرآة بلا قاع
تسحبين دبّوس ما لن نراه ثانية
في قلبي كل أجنحة زهرة الصقلاب
تُوطّد ما تقولينه لي
تلبسين فستاناً صيفيّاً لا تتعرّفين فيه على فستان لك
يكاد يكون لامادّياً تزيّنه في كلّ الاتجاهات قِطع مغناطيس
على شكل حدوات أحصنة جميلة
حمرتها خفيفة وذاتُ قدمين زرقاوين
أندريه بروتون
فرنسا
لم أعد أؤمن بكلمات القصائد،
لأنها لا تحرِّض على شيء
ولا تغيِّر شيئا.
قديما،
كانت هناك قصائدُ ترسل محاربا ليثقُب وجهَه،
وإذ يُثقَبُ الوجهُ
ويَرِد المحاربُ حِياضَ الموت
ماذا يتبقَّى له من مجد لِذاته؟
أعني ماذا تنفعه الجنازات الرسمية؟
لا شيء.
أنطونين أرتو
فرنسا
يا نجمةً تتنقّلُ من شجرة إلى أُخْرى
غازِلةً نَشيدَها الخفيف
البيتُ أبحرَ صوب عُرْض البَحر
والأطفال في النّافذة
يُشِيرون بالإصبع إلى نُقطةٍ في السّماء
أكثر رِقّةً من شفتين
وُلِدَتْ بينهما الكلمات.
دانييل بولانجيه
فرنسا
يلامسُ البيانو ببطءٍ
متأكّدٌ أنّهُ موزار
بذوقهِ للوقتِ المتأخِّرِ
بالكاد يزعجُ هبوطِي
عندئذ هنا لو أن السّاحرَ
موزار لايستطيع تقديم شيء لي
وخاصّة إنقاذي من براثن البرودة
فلأي غرض تستخدمُ الموسيقى.
ليدوفيتش جانفيي
فرنسا
حين جاء وقت الاعتقاد، شَكَكْت.
لا تستطيعُ غير ذلك، فالشّكّ هو اعتقادُك.
الشّكّ يرتدي لباسًا لحفلةٍ راقصة،
وهو شَرِس، ولا يرقص.
رُوبير ساباتيي
فرنسا
لا أُرِيدُ أنْ أموتَ
دونَ أنْ نكون قد أبدعْنَا
الورودَ الأَبديَّةَ
يومًا بساعتَيْنِ
بحْرًا بالجبل ِ
وجبلاً بالبحْرِ
نهايَةَ الأَلَمِ
الجرائدَ بالألوانِ
كلَّ الأطفال المسرورينَ.
بوريس فيان
فرنسا
وحيداً
الدرب المرصوف بالكلمات
الذي نسير عليه
نسمعه يصرخ
ويَئن
خطوة واحدة وخطوة أخرى
نفس الضوضاء
المعتادة للكلام
عندما نسمع ذلك
نعلم أننا سنعود
الى الوجه الذي لا نعرفه
لكننا نعود.
أنطوان إيماز
فرنسا
أنا عَطش
أستيقظ وأنا عَطش
أضع نفسي على الطريق
وأنا عَطش
أحفر، وأنا عَطش
أسارع الخطى
وأنا عَطش
أنا أخترع الماء
أنا أضغط الشمس
كليمونة أشربها
أشرب الضوء معها
أشرب السماء
أشرب عيون الذين يشاهدون السماء
أشرب أيادي من يقف بالقرب من العيون
التي تشاهد السماء
أشرب الأقدام
والأرض تحت الأقدام
والموتى تحت الأرض
ولديّ دائماً
ذلك العَطش.
توما فينو
فرنسا
لقد وجدت في كم المعطف
منديل جدي
ذا الخطوط الزرقاء والبيضاء:
نبقيه على الجلد،
نغطي معصمنا به،
نجفف أنفنا فيه
عندما لا يبقى شيء للبكاء.
سيسيل كولون
فرنسا
توار للحظة، واترك مكانا للمشهد،
ستكون الحديقة أجمل مثلما كانت قبل الطوفان،
من دون بشر، يصير الصبار مجددا نباتا،
ولا علاقة لك بالجذور التي تبحث
عما سيفلت منك،
حتى وأنت مغمض العينين.
جول سوبرفييل
فرنسا
يمكننا أن نحلم
بالرحيل
يمكننا أن نحلم
بالبقاء
الأفضل
أن نرحل داخل البقاء
مثل الشمس
مثل النبع
مثل الجذور.
أوجين غيلفيك
فرنسا
ستُرْشِد الأخطبوطات المجنّحة لِمرّة أخيرة
القاربَ الذي صُنِعتْ أشرعتُه من هذا النهار الأوحد ساعةً ساعة
إنّها السّهرة الوحيدة التي ستشعر إثْرها
بأنّ الشّمس تصعد في شَعرك بيضاءَ وسوداء
من الزّنازين سيَرشَح مشروب روحيّ أقوى من الموت
حين نتأمّله من فوق هاوية
ستتّكئ المذنّبات بحنان على الغابات قبل أن تصعقَها
وكلّ شيء سيَنتقل إلى الحُبّ الذي لا يتجزّأ
إذا ما حدث أن اختفى وازعُ الأنهار
قبل أن يسود تماماً ظلامُ الليل ستُعاين
الوقفةَ الكبرى للفِضّة
على شجرة خوخ مزهرة ستَظهر الأيادي
التي كتبتْ هذه الأبيات والتي ستصيرُ مغازلَ من فِضّة
هي أيضاً وأيضاً سُنونوات من فِضّة على نَوْل المطر
سترى الأفقَ ينفتحُ قليلاً وسيُقضى فجأةً على قُبْلةِ الفضاء
لكنّ الخوف سيكون وقتَها قد كفّ عن الوجود وبلاطات السّماء والبحر
ستُطيّرها الرّيحُ الأقوى منّا
ما الذي سأفعله بارتعاشِ صوتك
يا فأرةً ترقص الڤالس حول النَّجفة الوحيدة التي لن تسقط
كرافِعةٍ في يد الزّمن
سأُصْعِد قلوب البشر
من أجل رَجمٍ أسْمى
سيُحوِّم جوعي مثلما ماسة نُحِتتْ أكثرَ ممّا يجب
سيَضفِر شَعر ابنته النّار
صمتٌ وحياة
لكنّ أسماء العشّاق ستُنْسى
مثلما قطرة الدّم التي هي زهرة جميلة
في الضّوء المجنون
غداً ستكذبين على شبابكِ نفسه
على شبابك العظيم يا يراعة
الأصداء سَتَشدّ لوحدها وبشدّة كلّ هذه الأماكن التي كانتْ
وفي الامتداد النّباتي اللانهائيّ والشّفاف
ستتجوّلين في رفقة السّرعة
التي تأتمر بأوامرها دوابُّ الأَحراج
حُطامي ربّما سيٌسبّب لكِ خدوشاً
دون أن تَريْهِ كما لو أنّك هويتِ على سلاح طافٍ
ذلك أنّني سأنتمي إلى الفراغ المماثل لأدراج
سُلّم تُسمّى حركته بصعوبة أكيدة
إليكِ بالعطور من تلك اللحظةِ العطورِ الممنوعة
حشيشةُ الملاك
تحتَ الزَّبد الأجوف وتحت خُطاك التي ليستْ خُطىً
أحلامي ستكون قَطعِيّة وغيرَ ذاتِ جَدوى كما صوت جفون الماء في الظِّل
سأنفذ إلى أحلامك لأسبِر فيها عمقَ دموعك
نداءاتي ستتركك متردّدة بلطف
وفي القطار المُنْشأ من سلاحفِ جليدٍ
لن يكون عليكِ أن تقرعي ناقوس الخطر
ستصِلين وحيدةً إلى ذلك الشّاطئ المعزول
حيثُ نجمةٌ ستحُطّ على أمتعتك التي من رمل.
أندريه بروتون
فرنسا
لا أرانِي مُفْعَمًا بالوُضُوحِ في هبَاتِكَ
ترْحَلُ دونِي، حياتِي
فتنطلقُ للقيادةِ،
وَأَنَا أنتظِرُ الإِقدَامَ بخطوَةٍ.
هنري ميشو
فرنسا
تنزل الشّمس من عربةِ أَحْصِنة
جنْبَ البحر الهامد
قفافيزُ من جِلْد رقيق تلعبُ متظاهرةً
بأنّها طيور
ضَحْكةٌ تُفْرِغُ أعماقَ السّماء
فيبقى أثَرُ شفتين
تتذكّر الرّوحُ ولادتَها العسيرة
قَيْصَريّةَ الكآبةِ الأولى.
دانييل بولانجيه
فرنسا
أنا في طور البحث الآن عن إنسان لا أعرفه،
لم يكن أبداً بهذا القدر سوى أنا بنفسي
منذ أن شرعت في البحث عنه،
هل يملك عيني، ويديَّ، وكلّ هذه الأفكار المتشابهة،
في حطام هذا الزّمن؟
هو فصل ألف حطام السّفن الغارقة،
توقّف البحرُ عن أن يكون بحراً،
وقد أصبح الماء المثلّج للقبورِ
لكن بعيداً أكثر، من يعرف ما هو أبعد؟
فتاة صغيرة تغنّي وهي تتراجع بخطواتها إلى الوراء،
ويبسطُ اللّيلُ سطوته على الأشجار.
إدمون جابيس
فرنسا
نحيب كمنجات الخريف الطويلُ
يجرح قلبي
في كسل ورتابة.
مختنقاً وشاحباً
أتذكر حين تأتي ساعتي
تلك الأيام الخوالي
فأبكي.
بول فيرلين
فرنسا
كلمات الحبّ أبدا
لن أسمعَ موسيقاها مستقبلا.
سأشعرُ بالخوف من الصّمت،
وهو الذي كنتُ أحبُّ أنْ يَسود.
رُوبير ساباتيي
فرنسا
صب القهوة
في الفنجان
صب الحليب
في فنجان القهوة
وضع السكر
في القهوة بالحليب
بملعقة صغيرة
حركها
شرب القهوة
وألقى بالفنجان
دون أن يكلمني
أشعل سيجارة
وأطلق دوائر
من الدخان
نفض الرماد
في منفضة السجائر
دون أن يكلمني
دون أن ينظر إليّ
نهض
وضع قبعته على رأسه
ارتدى معطفه الواقي من المطر
لأن السماء كانت تمطر
ورحل
في المطر
دون أن يكلمني
دون أن ينظر إليّ
ألقيت برأسي بين يدي
وأجهشت بالبكاء.
جاك بريفير
فرنسا
يجيء يومٌ وسنقول: “كان ذلك زمنَ الشّمس،
أتتذكَّرون، لقد كانت تُسْبِغُ ضَوْءَها حتّى على أصغر عائلة،
وعلى المرأة المتقدّمة في السنّ وعلى الفتاة الشّابّة المندهشة
وكانت تعرف أن تمنح ألوانًا للأشياء بمجرّد ما تتّخذ مكانها
وكانت تتبع الحصان الراكض وتتوقف بتوقفه.
جول سوبرفييل
فرنسا
يكتب في المرة الأولى كلمة “ميِّت”
ينتابه الهلع.
في المرة الثانية يكتب كلمة “ميِّت”
يرتعد ، يرتعد قليلا.
آلان بوسكيه
فرنسا
على دفاتري المدرسية
على منضدتي وعلى الأشجار
على الرمال على الثلوج
أُدوِّنُ اسمك.
على كل الصفحات المقروءة
على كل الصفحات البيضاء
حجر دم ورق أو رماد
أُدوِّنُ اسمك.
بول إيلوار
فرنسا
أناس، لا يهم، إذا لاحظتم أم لم تلاحظوا
أن عيني تتذكر المقاليعَ والأعلامَ السوداء
التي تختال في كل رمشة من رمشات عيني..
إيمي سيزير
فرنسا
مع الربيعِ تولدين
ومع فناء الوردة ترحلين
أراك على أجنحةِ النسبم تسبحين في سماءِ الله الصافية
وفي توازن ، من نهدِ الزهرة ترضعين العطرَ والنورَ وزرقة السماء
تنفضين بعدها عن أجنحتكِ ما تبقى من بذور الوردِ
هذه هي الفراشة
إنها كالشهوات في طيرانها لا تكاد تحط حتى تعود للطيران
و تمر عبر كل شيء.
ألفونس دو لامارتين
فرنسا
لقد عرفتَ سيدا لطيفا،
بفندق رخيض.
وأخذتَ شرابا فاتحا للشهية.
أخبركَ عن محيطٍ،
وعن غابةٍ بطرائدها الكثيرة
وعن علاقات حب هالكة!
آلان بوسكيه
فرنسا
ذهبت ُعند بائع الطيور
لأشتري الطيور لك ِ ، حبيبتي
ذهبت ُ عند بائع الزهور
لأشتري الزهور لك ِ ، حبيبتي
ذهبت ُ عند بائع الحديد
لأشتري السلاسل الثقيلة لكِ ، حبيبتي
ثم ذهبت ُ ، في نهايةِ المطاف ، عند بائع الجواري
ودون جدوى بحثتُ عنكِ ، يا حبيبتي.
جاك بريفير
فرنسا
يَخْمُدُ الشعرُ في داخلي شيئا فشيئا،
سوى الآحاد،
حيث ألقي إليه،
حطبا ميتا، وكلمات عاطلة.
حينها أشهدُ تجلي
بعضِ الطيور التي تشكو
كونها بجناح وحيد.
آلان بوسكيه
فرنسا
قُربَ آخرةِ خطابٍ هامٍ للغايةِ
يتعثّر رجلُ الدولةِ العظيمُ
في عبارةٍ بديعةٍ جوفاءَ
تسقطُ عليهِ
ثم تنحلّ في شِدقٍ مشدوهٍ
لاهثٍ
يَبِينُ عن أسنانهِ
وقد تسوّسَت من برهانهِ المسالمِ
كاشفاً عَصبَ الحربِ
مشكلةَ الفلوسِ اللطيفةَ.
جاك بريفير
فرنسا
أنا رجلٌ في الفراغِ
أصمّ أعمَى وأبكمُ
على قاعدةٍ هائلةٍ من صمتٍ أسودَ.
هذا السلوانُ لا شيءَ ولا حدّ لهُ
هذا المطلقُ صِفرٌ مكرّرٌ
تستكملهُ العزلةُ.
بول إيلوار
فرنسا
يقول العقل إن النملة تسعى.
فيقول الحب إنها تعاني.
يقول العقل إن الوردة تتفتح.
فيقول الحب إنها جميلة وستموت.
يقول العقل إن الصخرة بكماء.
آلان بوسكيه
فرنسا
غالبا ما أحلم بذا الحلم الغريب والخارق
عن امرأة مجهولة
وأحبّها وتحبّني.
امرأة ليست، في كلّ مرّة ولا كليّا، نفسها
ولا تماما أخرى
وتحبّني وتفهمني.
بول فيرلين
فرنسا
روحي تصعد نحو جفنك أيتها الأخت الوادعة
حيث يحلم خريفٌ تتناثر عليه بقعٌ مُحْمَرّة
ونحو السماء الهائمة لعينك الملائكية
كما في حديقةٍ كئيبة ترقى التنهيدة المخلصة
لنفثة ماء بيضاء نحو السماء اللازوردية
– نحو اللازورد الذي حرّكه أكتوبر الشاحب الصافي
الذي يعكس صورة وَهَنٍ لامتناهٍ في البرك الواسعة
وفوق المياه الميتة حيث أوراق الشجر تتجول
و الريح، بخفقات بنيةٍ ضاربةٍ للحمرة تحفر نفقها البارد،
تسمح لشعاعٍ طويلٍ من الضوء أن يتدفق.
ستيفان مالارميه
فرنسا
لا أذهب دائما وحيدا إلى أعماقي
بل أقود إلى ذاتي أكثر من كائن حي.
الذين دخلوا كهوفي الباردة
هل هم على يقين من الخروج منها ولو للحظة؟
مثل وريد يغرق، أحشر في ليلي،
باضطراب المارة والبحارة،
وفي الحجرات، أطفئ النور أمام الأعين،
وأصنعُ من الأعماق أصدقاء.
جول سوبرفييل
فرنسا
هل من اللازم،
هذا الجسدُ المحموم،
وهذه الروحُ الثقيلة
وهذا الأملُ وسط الحلازين؟
هل من النبل،
هذه النجمةُ العليا،
وهذا الصُّوان الصلب،
وهذا النهرُ الهارب؟
هل من الضروري،
هذا البؤسُ بالقلب،
وهذا العقلُ الشبيه بالجرذ
وهذه الكلمةُ العدوة للكلام؟
يقول الإله: « أنتَ على حق:
الإنسانُ عندي
خطرٌ عظيمٌ.
آلان بوسكيه
فرنسا
آه!
كم أتمنى أن تتذكري
الأيامَ السعيدةَ التي كنّا فيها أصدقاء
في ذلك الوقتِ كانت الحياةُ أكثرَ جمالا ً
والشمسُ أكثرَ دفئا من اليوم
إنهم يجمعون الأوراق الميتة بالمجرفة
كما ترين لم أنس..
جاك بريفير
فرنسا
خياطاتُ الجنوبِ
خِطْن أعشابكن البحرِيّة الذّهبية
وأشرعتكنّ الخضراء
مصابيح ليلية لانحطاطات متبخّرة للنّهارِ
خِطْنَ مشروباتكنّ الكحولية المعذّبة
وصفوفكن المتجعّدة على القِمم
بُحْنَ بكنوزكن
امْلأْن صناديقكن الحمراء
التي تلهبُ محاريثكن الشّاحبة
اضربْنَ أبطالكن
انصِبْن عرباتكنّ
أشهرْنْ سيوفكُنّ في الضّوء
لكهوفكّن الصّهباء بمغاراتها الجّرّيئة
التي تشكو جوقة المغنّين
ضعنَ كلّ عربات البراعم في الفطام
الهالات السّلمية
أعمدة السّماء
خِطنَ حاشية مواردكنّ
ركّبْن عضو تأنيث نباتاتكن
مربّعات بعد ظهر التّقطير
هياكل خامّة
شروحات شمسية
لوِّنَ مراجلكنّ
نريدُ أصابعكنّ كتُبًا لما لا يقال.
لويس كالافيرت
فرنسا
لا يجِبُ عليكَ أنْ تتَحَرَّكَ
لا يجبُ عليكَ أن تتنَفَّس
يجبُ أن تبقَى جالسًا أمامي
مثل شجرةٍ صحبَةَ ظِلّها
مثل سماءٍ رُفْقة البحرِ
حكِيماً مثل الهواءِ
مثل الرّمل في منتصف النّهار صيْفًا.
إدمون جابيس
فرنسا
أُحِبًّكِ مِن أجلِ كُلِّ النّساءِ اللّائي لَمْ أعرفهنّ
أُحِبُّكِ مِن أجلِ كُلِّ الْأزمنة التي لَمْ أعشْ فيها
مِنْ أجلِ رائحةِ المحيط الممتدّ
ومن أجل رائحةِ الْخبز السّاخِن
مِنْ أجلِ الثُّلُوجِ التي تذوبُ لِأُولِي الزّهرات
مِن أجلِ الْحيواناتِ الْأصيلة التي لا يُفزعُها الإنسان
أُحِبُّكِ مِن أجلِ أنْ أحِبَّ
أُحِبًّكِ مِن أجلِ كُلِّ النّساءِ اللّائي لَا أُحبُّهنّ.
بول إيلوار
فرنسا
أكتُبُ إليْكِ والمصباحُ ينْصِتُ.
السَّاعةُ الحائطيةُ تنتظرُ بدَقّاتٍ صغِيرَةٍ؛
سأغلِقُ عيْني دُون شَكٍّ
وسأنامُ لَنَا،
المصباحُ ناعِمٌ والحُمّى تتملّكُنِي؛
لانسمعُ سوى صوتكِ،صوتكِ…
هنري باربوس
فرنسا
كانتْ رأسُه تَختبِئُ في خوفٍ تحتَ ظلِّ الْمِصباحِ.
أخْضرُ اللّونِ، عيناهُ حَمراوانِ.
ثَمّةَ عازِفٌ لا يتحرّكْ.
إنّهُ نائِمْ؛
يداهُ الْمَقطوعتانِ تَعزفانِ على الْكمَانْ لتُنسِيَاه بُؤْسَهْ.
بيير ريفيردي
فرنسا
إذا أردت السّعادةَ ،
لاتقطف الوردةَ وهي تلامسك عند المرورِ،
تمنح نفسها لك في يدك؛
الوردة في عداد الموتى
بالكاد أزهرت.
هنري دو رينيي
فرنسا
بعيدا عن الطّيور، عن القطعان، عن القرويّات
كنتُ أشرب، مقَرفَصاً فوق بعض خلنج محاطٍ بغابات أشجار البندق الرقيفة،
وسط ضباب نديّ وأخضر بعد الظّهيرة.
آرثر رامبو
فرنسا
آه
امنَحْنَا جماجمَ من جمْرٍ
جماجم محروقةٍ في بروقِ السَّماءِ
جماجمَ شفَّافةٍ،
جماجم واقعيَّةٍ
وعُبوراً لحُضورِكَ
اجعلْنَا نولَدُ في سماواتٍ جوَّانية
مخْترَقِين بمهاوٍ منهمِرَة ودُوارٍ يخترقنا مع ظفر ملتهِبٍ
فلْتُشْبِعْنَا إنَّنا نشعرُ بالجوعِ
ارتجاجاتٌ بيْنَجْمِية
آهٍ
،اسكبْ لنا حِمَمًا كوكبية عوض دمِنا
فكّك قيودَنا ،
قمْ بتقسيمِنَا بيديك من الجمرِ القاطِع
افتح لنا هذه الأقواسِ الحارقةِ
حيث نموتُ أبعد من الموتِ
فلتجعل دماغنا يرتجّ في خضم عِلْمِه الخاصّ بهِ
فلتجعلنا نسعد بالذكاءِ في مخالب إعصارٍ جديدٍ.
أنطونين أرتو
فرنسا
كان لي دائما جمجمتان:
كبيرةٌ للحزن،
وصغيرةٌ جدا للفرح.
وأيضا لي ذاكرتان:
ما أجمل ما في الأولى سابقا.
في الثانية نجد
أشياء قليلة، نسيانا قديما.
آلان بوسكيه
فرنسا
يقول القلبُ أنّ اليومَ عيدُك
يا أماه
وأنا أصدقُ
ما يقول القلبُ عنكِ
يا أماه.
فيكتور هوغو
فرنسا
أشعلت ُ نارًا عندما تخلت عني زرقة المساء
أشعلت ُ نارًا لأكون صديقها
نارًا لأدخل في
ليل الشتاء
لحياة أجمل.
بول إيلوار
فرنسا
تُنصتُ الْقريةٌ في أسفٍ
لِشدوِ عصفورٍ جريحٍ
إنّه الْعصفور الوحيد للقرية
وإنّه الْقطّ الْوحيد للقرية
الذي الْتهَمَ منه النّصف
فتوقّف الْعصفور عنِ الْغناء
توقّفَ الْقِطُّ عنِ الْمُواء
وعن لعقِ أنفه
أعدّت الْقريةُ للعصفور
جنازةً باهرة
ومشى الْقِطُّ الذي كان مدعوّاً
وراء نعشٍ صغيرٍ مِنَ الْقَشّ
حيث الْعصفورُ الْميّت ممدّد
تَحملُه فتاةٌ صغيرة
لا تكفُّ عنِ البكاء.
جاك بريفير
فرنسا
كان لا بدّ من وجود هذا البحر،
في هذا الخليج الصغير، حيث يرتاح،
ويتأمَّل ذاته،
يتساءل
حول الحركة،
ويجذّف باتجاهنا.
أوجين غيلفيك
فرنسا
في طريق الموت،
قابلت أمي حقلاً جليدياً هائلاً؛
عندما رغبت في الكلام
كان الآوان قد فات،
والقطن صار حقلاً جليدياً هائلاً.
هنري ميشو
فرنسا
لاَنَملكُ وَقْتًا كيْ نَحْفِرَ أغوارَ أفكَارِنَا
لانمْلِكُ وقْتًا لِقِيَاس وزْنِ كلاَمِنَا
وهو يخونُ مصِيرَنَا المتَعَرّج
فواكِهٌ كثيرَةٌ سقطَت على حقْلِنَا الصَّخْرِي
ننزَلِقُ فيه
نسقُط بداخله
الفائضُ ينهَشُنَا
نعم، الأزهارُ هيَ نفسُهَا
والحُقولُ بقيتْ محروسةً مثلما كانت قديما
رغوةُ السّماءِِ تلتهمُ الأفقَ الرّمادِيّ
وأخضرُ العُشْبِ ينفُذُ إلى حدّ القلْبِ
عندَمَا أنسَى من أكون أنا
الجمِيعُ هُنَا
لاأحَدَ يتَحَرَّكُ
الخِرْفانُ في المروجِ البيضاء
وليلعق الضّبابُ اللّيلَ والنّهار
بلسَانِهِ الأمَومي
لانمْلكُ وقْتًا كيْ نفتحَ أجفانَنَا
على كمٍّ لايحصى من الجمال الخارق
ينفَلتُ منّا هاربًا
المزيدَ من الضحِك،الدّموع،الغناء
السّماءُ أكثر شحوبا،وفؤادي ساخن للغايةِ
من أجلِ الحياةِ.
بول فالي
فرنسا
وجهه الأرجوانيّ أنار الغرفة حيث كان وحيداً
وحيداً مع صورةِ وجهه التي تتحرك في المرآة.
هل كان هو حقاً؟
ألم يكن عيناً لآخر؟
لم يكن عليه أن يخافَ منها.
بيير ريفيردي
فرنسا
خَلْفَ الكَلِمَاتِ المُغْلَقَةِ،
هُنَاكَ الضَّبَابُ، والعَصَافِيرُ السَّوْدَاءُ.
نَرَى الأَلْوَانَ الغَائِبَةَ.
لَا نَرَى شَيْئًا. أَوْ رُبَّمَا
شَيْئًا مُبْهَمًا. المَطَرُ يَهْطِلُ.
أَفْتَحُ قَوْسًا، قَالَ،
لَا أَعْرِفُ مَتَى أُغْلِقُهُ.
جاك أنصي
فرنسا
الروح المتفردة التي تسربت إلى الجنون
أمسكت يدي
حتى نجتاز الوادي
حيث لا أحد باستطاعته أن يمضي
من دون مساندة الآلهة.
ليزا كليكمان ميزاراكي
فرنسا
تعال إلى داخلي،
قالت الشجرة.
فضاؤك فيَّ
وليس في مكان آخر.
كُنْ شجرة. كنْ
هذه الشجرة التي أكون.
لن تحتاج
إلى الذّهاب والإياب.
أوجين غيلفيك
فرنسا
تمطَّ، فالحياةُ مُنهكةٌ على جانبيْك
نائمةً من الفجرِ إلى المساءِ،
جميلةً، مُتعبةً
فلتَنمْ هي،
أمّا أنتَ، فلتنهضْ: الحلمُ ينادي ويعبرُ في العتمةِ الهائلة،
وإنْ تأخّرتَ في تصديقِ ذلك،
لا أدري أيّ دليلٍ عساهُ يتبقّى لك :
الحلمُ ينادي ويعبرُ نحو الألوهة.
فرانسيس فيلييه غريفين
فرنسا
ماريا
كنت ترقصين وأنت طفلة
هل سترقصين وأنت جدة
إنها المالكوت التي تقفز
كل الأجراس ستقرع
ستعودين إذن متى
ماريا
الأقنعة صامتة
والموسيقى بعيدة
لدرجة أنها تبدو
كما لو كانت آتية من السماء
نعم أريد أن أحبك..
غييوم ابولينير
فرنسا
أنا كما أنا
ابتدعتُ هذه الطريقةَ
أُحسّ أني سأضحكُ
فأنفجرُ للتوّ
أحبّ من يُحبني
هذا خطئي على الأخصّ
إن لم يكُن هو نفسهُ
أحبّ كلّ مرةٍ
أنا كما أنا
ابتدعتُ هذه الطريقةَ
ماذا تتوقّعُ أيضاً
ماذا تتوقّعُ مني
ابتدعتُ أن أُسعدَ
وليسَ لي أن أتغيّرَ
كعباي عاليان
ظهري مَطويٌّ
ثدياي قاسيان
عيناي مدوّرتان
وفوقَ هذا
ماذا أعني لك
أنا كما أنا
أُسعدُ من أُسعدُ
ماذا أعني لك
ماذا جرى لي
نعم أحببتهُ
نعم أحبني أحدٌ
كالصغارِ معَ بعضِهم بعضاً
بوعيٍ بسيطٍ يحبون
الحبّ، الحبّ…
فلماذا تسألني
إني هنا لأُسعدكَ
وليس لي أن أتغيّرَ.
جاك بريفير
فرنسا
حتى الوردة
تعلمت الكذب حتى
حِبر الحمام، الوديع
كان يُسْتَخدم لتزوير الفجر
افهموا جيدًا!
آلان بوسكيه
فرنسا
رائعٌ، يا صديقي
أن نولد في عالم آخر
حيث يكون لك عدة مراحل شباب
تختار منها الأسعد وربما الأغرب
رائعٌ، يا صديقي
أن نحيا في عالم آخر
حيث لا يكون وجودنا أبدًا
مجرد أن نكون ونتنفس ونشتاق ونتأثر
بل يكون معنى وجودنا أن نطيل هذا الوجود
كما الجمر ينام في الجمر
أو النهر ينساب في النهر
أو النار مجهولة فلا تشبه النار
رائعٌ، يا صديقي
أن نموت في عالم آخر
دون أن نفهم شيئًا أو نحسب شيئًا
إلاّ أن يكون الموت في هذا العالم
أرقٌ وأكثر شفافية
لا يشبه الموت ولا الحياة.
آلان بوسكيه
فرنسا
يجب أن نبغض
فالغضب جميل
كما البركان اللافظ رئتيه
على زوجة أبيه شبه الجزيرة
كما الفيلسوف الذي يذبح قطيع غنم لن يأكله
لمجرد المبدأ
كما الريح العابثة
تقلب الموج
لكي لا تنسى فظاظتها
يجب أن تبغض
كي تحول
الشحرور صقرًا
الجبل قملةً
الزورق سفينةً حربية
آلان بوسكيه
فرنسا
ثم حان الوقت
الذي كان فيه
البقاء
في بُرعُم
أكثر أَلَماّ
من المُجازَفة
بالاِزدِهار.
أناييس نين
فرنسا
أيُّتها الجمجمة، هل حقًا أردتِ أن تكوني على الكتفِ؟
وأنت أيُّتها اليد، سعيدة أنتِ بكونك طرف الذراع؟
أيتها النظرة ألا تبدِّلين مكانك
دائمًا في عمق العين؟
ألا تودين أن تكوني حرة أيتها الرئة؟
كما الزهرة تتفتح لريح الشمال
هل فقدت أيتها الساق حقكِ في التفكير أعمق من العقل؟
لا تغاري من الشفة أيُّتها الأذن
فأنتِ أيضًا موسيقى وأغنية
وحده الهيكل العظمي معاقب
فهو دائمًا وحده يلعب دور المشنقة
ولا يشتكي أبدًا
والدم محرومٌ من قانون النقابات
محرومٌ من الراحةِ يوم الأحد
هل أنت راضٍ أيُّها الصوت
عن دورك كما المهرج يُضحك الجموع؟
لابد أنك أحيانًا ترغب في سماع
وشوشات البحر وصمت القمم..
آلان بوسكيه
فرنسا
سأبني لكم مدينة من خرق.
سأبنيها بدون تصميم ولا إسمنت
بناء لن تهدموه أبدًا.
تسنده بداهة مزبدة وتنفخه،
تأتي لتنهق أقرب من أنوفكم، قرب الأنف المجمد لكل تلاقحاتكم،
وفنونكم العربية، ومنغصاتكم.
هنري ميشو
فرنسا
تذهبين بدوني، أيَّتها الحياة
تتدحرجين
وأنا ما زلت أنتظر أن أقوم بخطوة،
تحملين بعيدًا المعركةَ
تهجرينني هكذا.
هنري ميشو
فرنسا
أقطع قضبان زنزانتي اللامرئية
أتنهّدُ كما تتنهّدُ الخيل
أضع بعيدًا ملابس الرضيع
أهبُ قلوبًا وأيدي
أدير رأسًا ناحية رأسي
أرى أغصانًا شبيهة بالطيور
تدير وجهها الأبيض ناحية السماء
أدقّ الساعات المجهولة
أصلُ دون أن أرحلَ
أتشبّث بترك الخيوط
أنام على شَعري
لا أنظرُ إلى الوراء
عيناي لا تطيعانني
جسدي لا يطيعني
يداي مِلكٌ لغريب
أدوّرُ عود القشّ هذا
إلى أن يصير ذهبًا.
أليس راهون
فرنسا
أيّ هيكل عظمي سأختار
ذاك الذي وضعه الجبلُ على حافة النهر
ظهر الأحد
أم ذاك الآخر
الذي سرقه العصفور في الأفق
بعدما قَبَّل منتشيًا نخلةَ العاصفة؟
لماذا؟ لماذا الآلهة الأكثر وحشية
من الذئاب
أمرتني أن أحيا؟
آلان بوسكيه
فرنسا
وطني مثل مركب
تخلى عنه ملاحوه
وأنا مثل حاكم
هو أشقى من الشقاء
ظل ملكًا على أحزانه
ما الحياة الآن إلا سناوة
الريح لا تحسن تجفيف الدموع
لا بد أن أكره كل ما أحب
أن أجعلهم يحصلون على كل ما فقدت
ما زلت ملكًا على أحزاني
ليكف القلب، إذا شاء، عن الخفقان
ليُسل الدم بلا حرارة
اثنان لم يعودا يساويان أربعة
كما يلعب اللصوص في ألعاب الأطفال
سأظل ملكًا على أحزاني
لتمُت الشمس أو تولد من جديد
السماء قد فقدت ألوانها
يا باريس شبابي المحبوبة
وداعًا يا ربيع «الأرصفة الوردية»
ما زلت ملكًا على أحزاني
فروا بعيدًا عن الغابات والينابيع
اسكتي أيتها الطيور المشاكسة
أغانيكِ فُرِض عليها الحصار
اليوم يحكم صياد الطيور
ما زلت ملكًا على أحزاني
هناك زمن للعذاب
عندما جاءت جان إلى «فوكولير»
آه!
لوي اراغون
فرنسا
ها أنتَ قد رجعت قريبًا مني
يا ذكريات رفاقي القتلى في المعركة
يا زيتونة الزمن
ذكريات تؤلف الآن ذاكرة واحدة
كمائة قطعة فروٍ تصنع معطفًا واحدًا
وكآلاف من الجروح تصنع مقالاً صحافياً واحدًا.
غييوم ابولينير
فرنسا
ليمرروا الوقت على السفينة
كثيرًا ما يصطاد البحارة القطرس
ذلك الطير الكبير
الذي بلا هوادة يتبع السفن
وهي تعبر البحار العميقة.
شارلس بودلير
فرنسا
آه يا شهر الأزهار يا شهر التحولات
مايو الذي خلا من السحب ويونيه المطعون
أبدًا لن أنسى الليالك ولا الورود
ولا أولئك الذين حفظهم الربيع في ثناياه.
لوي اراغون
فرنسا
أبانا الذي في السماوات
ابق هناك
وسنبقى نحن على الأرض
الرائعة في بعض الأحيان
بأسرارها في نيويورك
ثم أسرارها في باريس
التي تفوق أسرار التثليث
بقناتها الصغيرة في «أورك»
وسورها العظيم في الصين
بشاطئها في «مورليه»
وحماقاتها في «كامبريه»
بمحيطها الهادي
وحوض المياه في «التويلري»
بأطفالها الطيبين وفتيانها الأشرار
بكل عجائب الدنيا
الموجودة هنا
ببساطة على الأرض
متاحة لكل إنسان
متناثرة
تتعجب من كونها عجيبة
ولا تجرؤ أن تعترف لنفسها بذلك
كفتاة جميلة عارية تتهيب أن تُرى نفسها للناس
الأرض بكل مصائبها المخيفة
بالفيلق الجبار
وجنده الجرار
وكل جلّاديه
بسادة العالم
وراءهم كهنة، وخلفهم خونة، يحميهم الحراس
بفصول العام
بالأعوام
بالبنات الجميلات والقديسين العجائز
بقش البؤس المتعفن في صُلب المدافع.
جاك بريفير
فرنسا
ها أنذا أمام الناس جميعًا رجل حصيف
يعرف الحياة ويعرف عن الموت ما يسع الحي أن يعرفه
جرب أحزان الحب وأفراحه
وعرف في بعض الأحيان كيف يفرض آراءه
ملمٌ بلغات عديدة
تنقل بين البلاد
رأى الحرب في المدفعية والمشاة
جُرِح في رأسه وأجريت له عملية التربنة تحت البنج
فَقَد أعز أصدقائه في الصراع المخيف
أعرف عن القديم والجديد كل ما يستطيع واحد بمفرده أن يعرف عنهما
وبغير أن أعني نفسي اليوم بهذه الحرب
فإنني أحكم –
غييوم ابولينير
فرنسا
تأمليهم، يا نفسي، إنهم حقًا بشعون
أشباه لهياكل عرض الأزياء، يثيرون السخرية بغموض
مخيفون، فرادى، كالسائرين نياما
يصوّبون إلى حيث لا ندري مقلهم المعتمة
عيونهم التي هجرتها الشرارة الإلهية
تظل مرفوعة للسماء، كما لو كانت تنظر
للبعيد، فلا نراها تتجه أبدًا لبلاط الشارع
ورؤوسهم الثقيلة مائلة بشرود
هم هكذا يعبرون السواد الذي لا يحد
شقيق الصمت الأبدي، أيتها المدينة!
شارلس بودلير
فرنسا
آدريان ريتش
Adrienne Rich
4 قصائد شعرية
الولايات المتحدة
آدم زاغايفسكي
Adam Zagajewski
5 قصائد شعرية
بولندا
آر إس توماس
R. S. Thomas
3 قصائد شعرية
ويلز
آرثر رامبو
Arthur Rimbaud
1 قصائد شعرية
فرنسا
آرثر لوندفيست
Artur Lundkvist
1 قصائد شعرية
السويد
آرش نصرت إلهي
Arash Nosrat Allahi
1 قصائد شعرية
ايران
آرفو تيرتينين
Arvo Turtiainen
3 قصائد شعرية
فنلندا
آركي راندولف آمونز
Archie Randolph Ammons
3 قصائد شعرية
الولايات المتحدة
آلان بوسكيه
Alain Bosquet
11 قصائد شعرية
فرنسا
آلدو بالازيسكي
2 قصائد شعرية
ايطاليا