حين أكون جالسا عند النافذة،
من خلال الزجاج الذي يطمسه الثلج،
أرى الصُوَرِ جميلة، صورَها حين
تمرّ… تمرّ… تمرّ بي.

يا ناقوس قريتي

الناحب في المساء الهادئ،

كلّ نقرة من نقراتك

ترّن في قعر روحي.

قضيت الليل كله مسهّدا،
غارقا في تأملِ هيئتهَا.
لطالما تأملتُها بطريقةٍ مغايرةٍ عن تلك حين ألتقِيها
أبتكرُ أخيلةً من ذكرى أحاديثها معي،
ففي كل خيال، تتغير وفق تمظهرها لي.

لستُ فِي عَجلةٍ من أمري . متعَجِّلاً من أجلِ ماذا ؟

ليسَ القمرُ والشَّمسُ متَعَجِّلَيْنِ : هما دقيقَانِ.

أنْ تكونَ مُتَعجِّلاً ، يعني أن تعتقِدَ أنَّكَ ستمُرُّ من أمامِ ساقَيْكَ .

أنا متعب، هذا واضح،
لأنه في مرحلة معينة، لابد وأن يشعر الناس بالتعب.
ما سبب تعبي؟ لا أعرف:
لن يفيدني على الإطلاق معرفة السبب
لأن التعب يبقى تعباً كما هو.

عنْدَما سيأْتِي الرَّبيعُ

نعم، أكونُ قد مِتُّ سابِقًا ،

الورُودُ تُزْهرُ بنفسِ الطَّريقةِ

والأَشجَارُ لنْ تكونَ أقلَّ خضرة من فصلِ الرَّبِيعِ المَاضِي.

لوْ كنتُ قادِرًا على أنْ أَقْضِمَ الأَرضَ بكاملهَا

وأَنْ أعثُرَ على طَعْمٍ لها،

لكُنْتُ أكثَرَ سعادةٍ ولَو لِلَحْظةٍ

غيْرَ أَنَّنِي لاَ أُرِيدُ أَنْ أَكونَ سعيدًا دَوْمًا .

واقع الأشياء المدهش
اكْتِشَافي اليَومِيَّ،
كلُّ شيءٍ ماسيكونُ عليهِ،
من الصّعوبة أنْ أشرحَ لأَحَدِ
ماالذي يصنعُ غبطتِي،
وكيف أنّ هذا يكفيني،
وحدهُ وجودكَ يكفي كي يجعلك كاملاً
كتبتُ ما يكفي من القصائدِ
وسأكتبُ طبعا قصائدَ أكثر فأكثر.

طوبى لمن لوّح لهم منديل وداع!
سعداء؛ يشعرون بالأسى..
وأنا أعاني من حياة بلا حزن.
من عمق تفكيري أحزن،
ويأتي حزني من التفكير.

فقاعاتُ الصّابون التي يلهو بها
هذا الطِّفلُ بانتزاعِها من جهازِ حَرْقٍ
هي في شفافيتِهَا فلسفَةٌ بكاملها.
واضِحةٌ ،لاجدوى منها،وعابرة كالطَّبيعَةِ،
صديقاتُ العيونِ،مثلَمَا الأَشيَاءُ،
هيَ كما تُوجَدُ عليهِ،
بدِقَّة دائريةٍ و جوّيةٍ،
لاأحد،ولو حتّى الطِّفلُ وقد تخلَّى عنها،
البعضُ يرى نفسهُ بالكاد فِي جوٍّ مشرِقٍ.

لا أعرف كم نفسا ً لدي،
لقد تغيرت في كل لحظة
أشعر دائماً أنني غريب
لم أر أو وجدت نفسي قط.

نزعتُ القناعَ ورأيتُ نفسِي في المرآةِ
كنتُ ذاكَ الطفلَ منذ عدّة سنوات خَلَتْ
لم أتغَيّر علَى الإطلاقِ
هذه هي الفائدة من معرفة إزالة القناعِ.

لآلهة لا مبالين

أريد استهلاك الساعات الممنوحة.

ساعاتي حتى وهي ساعات مقترضة.

إذا لم أكن قادرًا على شيء

ضِدً ما مَنحَوُه لي من كينونة

فليهبني القَدر أنَفته على الأقل

السلم مقابل هذا المصير.

لا، ليس في تلك البحيرة بين الصخور

ولا على ذاك الشاطئ الواسع، المزبد

ولا في الغابة المثلى المكتظة بالمخاوف

أراقب نفسي وأمضي للتأمل

انه هنا، في غرفة هذا البيت

هنا بين جدران مغلقة

ارى الرومانسية جناح ما أجهد عن نفسي

وهي تشرع في التحليق.

يشرئب قمر الربيع في أعالي السماء

أفكر بكِ وأنا مكتمل من الداخل.

عندما أجوب الحقول الخالية

تَهبُّ عَليَّ نسمةٌ عليلة.

عندما تمتلك الأشياء كل الواقعية التي تستطيع امتلاكها،

أتساءَل على غير عَجَلة؛

لِمَ لا أَعْزُو حتى الجمال

للأشياء.

سأفعل، ويومًا إثر يوم تَمرُّ الشهور

وأنا، ممتلئ دائمًا فقط بما سأفعله،

أرى أَنَّ ما سأفعله لا يُفعل،

داخل النوسطالجيا اللاّمجدية لذاتي نفسها.

أين يْوجَد هذا السرُّ؟

لو يظهر، لنا نحن، بالأقل،

على أنه سرّ.

والنهر؟ ماذا يعرفه النهر عن هذا؟

ماذا تعرف الشجرة؟

وأنا الذي لستُ خيرًا منهما

ماذا أعرف؟

حينما أنظر إلى الأشياء أضحك باستمرار

مُفكْرًا فيما يفكر الناس بشأنها

أضحك بصوت النهر بَاردًا

يَسيلُ على الحصى.