روبنسون جيفرز

Robinson Jeffers


3 قصائد شعرية

الولايات المتحدة

روبنسون جيفرز

الولايات المتحدة

1887-1962

شاعر أمريكي، عاصر شعراء كبارًا، مثل عزرا باوند، ت. س. إليوت، والاس ستيفنز، ماريان مور، وليم كارلوس وليامز، إلا أنه شق لنفسه طريقًا مختلفًا عن طريقهم، ولم يؤمن بالحداثة التي اعتُبروا رموزًا لها.
نشرَ روبنسون جيفرز ديوان “تامار” في 1924، وفي العام الذي تلاه نشر ديوانه “الحصان الأغبر، تامار وقصائد أخرى”، وقد حقق له شهرة كبيرة، وانتشارًا وتوزيعًا فاقا بكثير ما حققه إليوت، وباوند، آنذاك.
وفي مقدمة أنطولوجيا صادرة مؤخرًا عن جامعة ستانفورد الأميركية، تضم مختارات من شعره بعنوان “الإله البري للعالم”، يقول معد المختارات، الناقد الأميركي، ألبرت جيلبي، إن روبنسون جيفرز عارض اشتراك الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، وأدى هذا الموقف إلى عزله وتهميشه. وفي وقتٍ شهدَ صعود الحداثة في الشعر والفن، صُنِّف كشاعر رومانطيقي تقليدي، لكن هذه الصفة، أو هذه الهوية، التي لُبّست له، هي التي منحته خصوصيته وميّزته عن شعراء الحداثة.
ألف روبنسون جيفرز “تامار” في 1922، العام الذي شهد ولادة عملين أدبيين حداثيين عظيمين، هما قصيدة “الأرض الخراب” لـ (تي. إس. إليوت)، ورواية “يوليسيز” للروائي الإيرلندي، جيمس جويس. لكن شعر جيفرز شق طريقًا مختلفًا عن اهتمامات الحداثيين، وكان رفضه للحداثة قائمًا على وجهة نظر، بحسب جيلبي، فقد حاول أن يبني عالمًا شعريًا مضادًا عاد فيه إلى استلهام شعراء رومانطيقيين وفكتوريين، مثل شيلي، وروزيتي، وسوينبيرن، وييتس في بدايته، وملتون، ومارلو. غير أن هؤلاء الشعراء كانوا، من منظور حداثي، مسرفين في تعبيراتهم العاطفية والبلاغية والاستعارية، لكن هذا الرأي لم يكن مقنعًا لجيفرز، الذي انتقد شعراء الحداثة، وقال إنه حين قرأ إليوت وباوند ومالارميه ورامبو، وغيرهم من شعراء الحداثة، وجد في التجريب الشعري الحداثي تشظيًا للشكل الشعري، وتفككًا للصوت الشعري، وغرقًا في التجريد، وغيابًا للتناغم، كما أن شعر الحداثة ينطوي على ازدراء نخبوي لجمهور القراء. وهكذا، فإن قصائده السردية الطويلة والدرامية، وذات الحبكات المتسلسلة زمنيًا، والأنا في قصائده القصيرة، وشخصياته المصورة بشكل دقيق، كل هذه كانت خيارات جمالية متعمدة لمواجهة النمط الحداثي المهيمن.
لم تكن الحداثة، كما رآها روبنسون جيفرز، حلًا لتفكك الرومانطيقية، بل تجليًا لاكتمال ذلك التفكك، وهكذا رد على الحداثة من خلال إعادة بناء الإحساس الرومانطيقي بقداسة الطبيعة للقرن العشرين لمعالجة الحداثة من ميولها المحكومة بالفشل. ويضيف جيلبي أن شعر جيفرز نشأ من إحساس راديكالي بأزمة نفسية وأخلاقية وروحية سببتها الحداثة نفسها، على حد قوله.
كان روبنسون جيفرز شاعرًا منغمسًا في عالم الطبيعة، وقارن في قصائده الإنسان بحيوانات وأشياء الطبيعة، مظهرًا أن الإنسان هو الأدنى في هذه المقارنة، وانحاز جيفرز إلى الطبيعة، لأنه اعتقد أن السلالة البشرية منطوية على ذاتها، وفشلت في الاعتراف بأهمية الكائنات والأشياء الأخرى في الكون. أطلق جيفرز على فلسفته اسم “اللاإنسانية” Inhumanism، وهي فلسفة ترى أن الكون يحتوي على ما هو أنبل وأرفع من الإنسان، وأن الآلهة التي اخترعها البشر يجب تجاوزها، واختيار إله غير إنساني.
اخترنا القصائد المترجمة معتمدين بشكل رئيسي على ثلاثة كتب هي “الشعر المنتخب لروبنسون جيفرز” (دار راندوم هاوس، نيويورك، 1927)، كتاب أكسفورد الجديد للشعر الأميركي، اختيار وتحرير رتشارد إلمان (مطبعة جامعة أكسفورد، نيويورك 1976)، و”الإله البري للعالم”، الأنطولوجيا الصادرة مؤخرًا عن مطبعة جامعة ستانفورد، وقد اختار القصائد، وكتب المقدمة، التي اعتمدنا عليها هنا، الناقد الأميركي المعروف، ألبرت جيلبي.

المصدر: المجلة الثقافية الجزائرية

قصائد الشاعر

قائمة الشعراء