ذي شان ساحل

Zeeshan Sahil


8 قصائد شعرية

باكستان

ذي شان ساحل

باكستان

(1961 – 2008)

ولد ذي شان ساحل في يوم 15 ديسمبر سنة 1961م في مدينة حيدر آباد بإقليم السند في باكستان، لأبٍ عمل بالشرطة لسنوات طويلة في مقاطعة دِهرادون الهندية (قبل التقسيم)، وطُرد منها أي الشرطة بسبب موقف شهامة اتخذه أمام رئيسه في قسم الشرطة الذي كان يعمل فيه حينما اندلعت الأحداث المفزعة لتقسيم الهند. وعندما انتقل إلى باكستان (بعد التقسيم) تغيرت حياته تمامًا حيث عمل أمين مكتبة بلدية لطيف آباد وحيدر آباد، وعكف على القراءة بقية حياته. ولا ينسى ذي شان تأثير أمه الكبير عليه في تلك الفترة، فيذكر كيف كانت تبث فيه القوة بما ترويه عن الهند وذكرياتها فيها، وعن حياتها المليئة بالكفاح.

ولد ذي  شان ساحل مصابًا بالحُداب (kyphosis)، والصدر الجؤجؤي (pectus carinatum) في وقت لم يكن الطب قد تطور فيه كثيرًا خصوصًا في علاج مثل هذه الحالات. ومع ذلك طبعا بذل أبواه كل ما أمكنهما في هذا الشأن.

تلَّقى ذي شان ساحل تعليمه الابتدائي في البيت، والغريب -بحسب رواية أخيه- أنه بدأ يتعلم القراءة والكتابة من تلقاء نفسه. وبسبب إقبال والده الكبير على القراءة وحرصه على اقتناء الكتب والصحف والمجلات تحوَّل البيت إلى مكتبة عامرة، أتاحت لذي شان فرصة جيدة للقراءة مبكرًا. وبعد اجتيازه امتحانات الابتدائية منزليا، التحق بالمدرسة الثانوية في حيدر آباد حيث حصل هناك على شهادة القبول (المعادلة للثانوية العامة) سنة 1976م، ثم حصل على الشهادة المتوسطة في كراتشي سنة 1984م. ولم يستكمل تعليمه نظرًا للمضاعفات الشديدة لمَرضيه التي تتزايد بطبيعتها مع مرور الوقت، فضلًا عن ميله الشخصي إلى التفرغ لكتابة الشعر في ظل هذه الظروف، والدعم الأسري الذي شجعَّه على ذلك.

بدأ ذي شان ساحل كتابة الشعر سنة 1977م أي في سن السادسة عشر تقريبًا، بينما يذكر هو في إحدى حواراته أنه بدأ في سن  العاشرة أو الثانية عشر بكتابة أجزاء أو مقاطع كان أغلبها شعرًا. ويؤكد على أنه لم يتعامل مع كتابة الشعر باعتبارها هواية أو عادة بل باعتبارها مهنة، وأنه لو لم يكتب الشعر لما فعل أي شيء آخر. كتب ذي شان الغزل والشعر الحر وقصيدة النثر. ومع براعته في جميع ما كتب من أشكال شعرية، يبقى دوره الرائد والمؤثر للغاية في قصيدة النثر الأردية بداية من الثمانينات هو الأبرز والأهم؛ إذ أنه صوت شعري خاص وومميز يصعب تصور تلك القصيدة من دونه. ولعله كان صاحب فضل في اجتذاب جمهور أوسع لقصيدة النثر في بيئة مناهضة لها تمامًا لما اتسمت به قصائده من بساطة مذهلة وحساسية مرهفة لا مثيل لهما. كما أشاد بشعره النقاد والباحثين. وكُتبت عنه الدراسات والأبحاث والرسائل الجامعية. وتُرجمت مختارات من قصائده إلى عدة لغات منها السندية والإنجليزية والفرنسية والعربية.

صدر لساحل ثماني مجموعات شعرية: أيرينا (1985م)، ضجيج العصافير (1989م)، نجوم في سماء ملبدة بالضباب (1994م)، كراتشي وقصائد أخرى (1995م) إي ميل وقصائد أخرى (2003م)، برقية ليلية وقصائد أخرى (2003م)، في زمن الحرب (2003م)، حُب شِبه معتم (2005م). وقد جُمعت كلها في كتاب واحد بعنوان "القصائد الكاملة" صدر سنة 2011م عن دار "آج كى كتابين" في مدينة كراتشي، كما جُمعت غزلياته في كتاب عنوانه "سبب الغُربة" سنة 2012م عن نفس الدار.

خلال الثمانينات والتسعينات كانت حياة ذي شان موزعة بين حيدر آباد وكراتشي، ثم استقر في كراتشي من سنة 2000م. ومع المضاعفات المرضية التي عانى منها، عاش السنوات الأخيرة من حياته القصيرة على كرسي متحرك من سنة 2001م إلى أن توفى في كراتشي في يوم 12 إبريل سنة 2008م إثر ضيق في التنفس هو بحد ذاته إحدى تلك المضاعفات.

قصائد الشاعر

قائمة الشعراء