٢٤ آيار ١٩٨٠

تحديث، لحاجتي إلى وحوش كاسرة، أقفاص الفولاذ،

نقشت أجلي وكنيتي على سرير نقال، رمث،

عشت قرب البحر، ألقيت أحجار زهري في واحة،

تعشيت مع مَنْ لا يعرف الشيطان مَنْ، في أرتال، على كمآت

من فوق نهر جليد نظرت إلى نصف العالم، إلى اتساعه الأرضي

غرقت مرتين؛ لثلاث مرَات تركت سكاكين تقلب جوهري وحقيقتي.

نزحت عن البلاد التي حملتني ورعتني

سيبني أولئك الذين نسوني مدينة

خضت البوادي التي شهدت صرخات الهون(1) فوق أسرجتهم،

لبست الثياب التي غدت قديمة الموضة في كل حيّ،

زرعت الجاودار، قطرنت أسطح الزرائب والإسطبلات،

أسرفت في كل شراب، ناهيك عن الماء الشحيح

سمحت لعين الخفير الثالثة بالدخول إلى أحلامي النديّة الغبيّة.

قضمت خبز منفاي: خبزًا بائتًا مثاللاً

منحت رئتي كل الأصوات إلا العواء؛

تحولت إلى همسة.. والآن أنا في الأربعين

فماذا أقول عن الحياة؟ أأقول إنها طويلة تمقت الشفافية!

يحزنني البيض المكسور، والعجة تجعلني أتقيأ

ورغم ذلك، وإلى أن ينحشر الصلصال البني في حنجرتي

لن يتدفق منها إلا العرفان.

 

---

(1)

الهون: مفردها هوني، وهم شعب مغولي مترحل سيطر على جزء كبير من أوروبا الوسطى والشرقية بقيادة أتيلا حوالي سنة 450 ب.م.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء