ويمان في الحب

وأخيراً يحملُ ويمان الفتاةَ إلى السرير
مطوقاً بأحد تلك العناقات العاطفية ، القوية
حدّ ذراعه اليسرى مخدرة
وإذا به يتلقى ربتةً خفيفة على كتفهِ
" اسمحا لي " يغمغمُ صوتٌ ، بلكنةٍ ألمانية ثقيلة
يقومانِ ، ويمان والفتاة ، مذهولين
فيما السيد الكثيف الشعر ، بجزمته وردائه الأسود
يصل إليهما من تحت الأغطية.
" اسمي الدكتور ماركس " يعلنُ المتطفل
وهو يريحُ عنقهُ على المخدة
" أنا هنا لأحسب لكما تكاليف قبلة "
يسحبُ دفتر ملاحظات من جيبه
" لنرى الآن . هناك ثمن الفراش ،
هذه الغرفة مستأجرة ، تكاليف الوقت ،
المأكولات والفواكه لاثنين ، مصاريف العلاج الصحي
إذا حصل حادث… "

" انظر ، يقول ويمان ، ألا نستطيع القيام بهذا
فيما بعد ؟ "
الفيلسوفُ يتنهد ، يستمرُ " الأمرُ يعنيكِ أيضاً ،
أيتها الآنسة . إذا كنتِ لا تعملين فإن هذا سيحدّ
من استقلاليتكِ ، وهو أمرٌ سيجعلكِ تستائين . هذا
يؤثرُ ، أؤكدُ لكِ ، على أهم لحظاتكِ الحميمة ".
" أرجوك يا دكتور ، يقولُ ويمان ، كل ما نريدهُ الآن
هو أن نُترك لوحدنا ".
غير أن رجلاً آخر أكثر أناقةَ لكن بلحية
يقتحمُ الفراش .
الآن الأجسادُ تتمايلُ وتلهثُ وتتدافع
كلٌّ يحاولُ أخذَ قسطهِ من الفراش
" أريدُ منكما أن تلتقيا بصديقٍ من فيينا ،
يقولُ ماركس . إنه الدكتور فرويد ".
القادم الجديد يعدّلُ نظارته ، يحدّقُ في
ويمان والفتاة .
يبدأُ : أستطيعُ أن أرى أنكما تعانيانِ
من مشاكل " .

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء