ولدي

نَحنُ في عام 2050 أنتَ لم تولدْ بعد

والدتُكَ شاعرةٌ مضطربةٌ

تَرقدُ في مصحِّ عقليِّ قربَ المدينةِ

كلُ أسبوع، والدك

- الذي لَم يتزوجْها قطُّ!-

يأتي لها بباقة من الزهورِ الذابلةِ الملفوفةِ

بورقٍ من الكتّانِ من المزادِ

وَلَدي،

أنتَ لم تعرفْ بعدُ أنّ الحربَ لم تَكُنْ

عملاً صالحًا

مثلاً عندما كنَا صغارًا،

كانَتِ القنابلُ، قَبلَ أنْ تصلَ إلى حدودِ مدينتِنا، تنفجرُ

كَانَ ثمَة نداءٌ في آذاننا ينبس:

أشهدُ أنّ لا إله إلاّ الله

وأنا كُنْتُ لا أزالُ أحبُّ ربَكَ الرحمنَ والرحيمّ إلى حدٍّ ما..

 

وَلَدي،

نَحْنُ في عامِ 2050

أنْتَ لستَ في خطِّ القتالِ

ولَسْتَ على مقاعدِ الدراسة

أنْتَ لم تعبرْ الحدودَ حتى تكَونَ لاجئًا،

لَسْتَ مدمنَ مخدِّراتٍ

لَمْ تهاجرْ،

ولَمْ تتعلم اللغةَ الأم قَبْلَ نسيانِها!

لَنْ تُجِرَبَ أن تكونَ مذيعًا للفضائياتِ

ولا تعرفَ مؤشرَ البورصة والعرضَ والطلَب

أنتَ لم تولدْ بعد ولَنْ تأتَي أبدًا لهذا العالمِ

 

لحسَنِ الحظٌ أنْ لا أحدَ منَا يعرفُ

ما هي الفلسفةُ،

وما هي الأخلاقُ،

ما هي الشيوعيةُ،

ما هي الإمبراطوريةُ،

ولماذا إسقاطُ الجنينِ هكذا مُوجِع!

لحسنِ الحظِّ أنّنا في عام 2050

ومكتبُ تسجيل الأحوالِ المدنّيةِ أُغلق!

وأنتَ، لَنْ يكونَ لكُ اسمٌ أبدًا

فقط اعلّمْ يا بنيِ

قَبلَ أنْ يهِبوا لك رمادي

أنّكَ كُنْتَ أسعدَ مني.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء