هل تعرفُ البلاد، حيث تُزْهِرُ المدافع؟

هل تعرفُ البلاد، حيث تُزْهِرُ المدافع؟
ألا تعرفُها؟ سوف تعرفُها لا محالة!
هناك، يقفُ المُفوِّضون بفخر وجرأة في مكاتبهم،
وكأنّها ثكنات عسكرية.
هناك، تنمُو تحت ربطات العنق، رؤوس الجنيرالات.
يرتدون خوْذات غير مرئية.
لهم وجوه، لكن بلا عقول.
ومَن يذهب منهم للنّوم، لا يعرفُ سوى التناسل!
هناك، عندما يريدُ المسؤول شيئاً ما!
-في حدود مهنته-
أولاً تقفُ العقول مشدُودة، وثانياً خاملة.
الأعين صوب اليمين! والظُهور مُنحنية!
هناك، يُولد الأطفال بِمَهامِيز صغيرة،
ومَفْرَق رأس مُرتب حتى آخر شَعرة.
هناك، لا يُولد الإنسان مدنياً.
هناك، الترقية فقط، لمن يُكَمّم فمه!
هل تعرفُ تلك البلاد؟ يُمكنها أن تكون سعيدة.
يُمكنها أن تكون سعيدة، وتمنحُ السعادة؟
هناك، حقول، فحم، حديد وحَجر
واجتهاد وقوة، وأمور أخرى جميلة.
هناك، تجد حتى الروح والجودة بين الحين والآخر!
وبطولة حقيقية. لكن ليس لدى الأغلبية.
هناك طفل في كل رجل ثانٍ،
يُريد أن يلعب بجنود الرّصاص المُصغَّرة.
هناك، لا تنضجُ الحرية، بل تبقى خضراء هناك.
كل ما يَبنيه الإنسان - يُصبحُ دوماً ثكنات عسكرية.
هل تعرفُ البلاد، حيث تُزْهِرُ المدافع؟
ألا تعرفُها؟ سوف تعرفُها لا محالة!
قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء