نهار السنة الجديدة

هذا الصباح ينزلُ المطر

على بقايا الثلج .. ويأخذه بعيداً.

بوسعي أن أشمَّ العشبَ من جديد

وأوراقَ الشجر الممزقة

المسترخيةَ في الطين.

علائقُ الحبِّ القليلة التي

سُمِحَ لي بالاحتفاظ بها

ما زالت نائمةً فوق الساحل الغربي.

وهنا في فرجينيا

أسيرُ في الحقول وليس معي

سوى بضع بقراتٍ فتِيّات

خجولاتٍ .. بارزات العظام

كالفتيات اللاتي ما زلتُ أذكرهن

من المدرسة الثانوية

الصامتات ، اللاتي ينزلن رؤوسهن على الدوام

ويصالبن أذرعهن

فوق النهود الجديدة.

الفتيات اللاتي .. مثلي الآن

لا بدَّ في الأربعين

يقفن أحيانا في آخر الليل

عند النافذة .. ينظرنَ لفناء خلفي صامت

بكرسيِّ حديقةٍ وحيدٍ صدئ

وجدران عمودية عالية .. لبيوت الآخرين.

لا بدُّ أنهن

يستلقين في بعض الأصائل

ويبكين في مرارةٍ

لأجل من أسعدهن يوماً .. يتساءلنَ

كيف حملتهن الحياة .. هذا الشوط البعيد

ولم تقدمَ البتّةَ .. تفسيراً لشيء.

لا أعرفُ لماذا أسيرُ هنا في العراء

بمعطفي الذي يغدو داكناً

وجزمتي التي تغوصُ وتخرجُ

في صريرٍ خافتٍ يلذُّ لي سماعه.

لا يهمني مكانهن الآن

فليحتفظن بما صنعن بحياتهن.

فأنا اليومَ لا أريد أن أحلّ شيئاً.

لا أريد سوى أن أسيرَ هنيهةً أخرى

في نعمة المطر الباردة

وأرفع وجهي اليه

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء