نظرية الكم

1
الحرارة المنبعثة – في نار مخيم
كما في الانفجارات الذرية في مركز الشمس –
ليست دفقاً متواصلاً:
إنها أشبهً بضربات القلب
منها بالجريان البطيء للنهر،
لأن الإشعاع يحدث في قفزات هائلة.
ولعلّ المعرفة لدينا
تسير على الطريقة نفسها.
حقيقةُ أنه في الفيزياء
يتم تعيين أعداد صحيحة
لكلّ واحدة من هذه القفزات،
وأنه في مختلف التقاليد
ثمّة طقوسٌ استهلالية لكل مرور،
لا تُغيّر الظاهرة الأساسية.
الدوائر في المياه الصافية
تنداح من الحجر الذي يسقط فيها
لكن عمق البركة يظل ثابتاً لا يتغير.
القلب ينبض في قفزات
لكن دوران الدم
هو حقيقةٌ واحدة متواصلة.
II
في وقتٍ ما كان يُعتقد أن الإلكترونات
مثل الكواكب تلتف حول نواة
– شمسٌ مركزية – وأنّه إلى جانب حركتها
وسرعتها
هنالك مدار مشابه، بطبيعة الحال.
غير أن نظرية الكم
فاجأتنا بطرحها فكرة أن الإلكترونات
على الرغم من حركتها وسرعتها، إلخ.
لا تسير في مدار! كيف يكون هذا ممكناً؟
إذا راقبنا ذرة الهيدروجين (التي هي أبسط الأشياء جميعاً)
من خلال مجهر إلكتروني
فسوف نرى أن ضوء المجهر نفسه
يحفز إلكترونها الوحيد على امتصاص الطاقة،
لينتابه الانفعال، ويترك مداره...
وليس بإمكاننا أن نعرف المدار الآخر أبداً.
نظرية الكم تطرح
– بالمقارنة مع الميكانيكا الكلاسيكية –
فكرةَ أن الحركة يمكن أن توجد
بلا مسار، بلا رحلة، بلا مدار.
على الأقل بلا مسار معروف،
والأهم من ذلك –
بدون مسار يمكن أن يُعرف.
أليس هذا بشعر؟
قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء