نشيد القاضي

يمخر المحكومون بالأشغال الشاقة عبابَ البحرِ الأحمر

مُجدّفين في سفينتهم القديمة بمشقة

ويصرخون في طلبِ وطنهم بيرو

وقد غطّى زئيرهم على صهيلِ السلاسل.

 

يصرخُ أبناءُ بيرو ناشدين جناتِ وطنهم

حيث الطيور والرقص والزوجات،

وحيث تتعالى الحباحبُ إلى المساء

فوق تيجانِ أزهارِ النارنج.

 

يا لأكوام الفرح.. موز، أناناس!

الخمرُ في أوانٍ مختومة.

لكن ها هم القضاة قد دُفعَ بهم إلى بيرو

ولا ندري لأي سببٍ أو من أين.

 

ها هي الطيور والرقص ونساء بيرو

قد أحيطت جميعًا ببنودِ القوانين.

وعينا القاضي تلتمعان

كعلبتي صفيح في حفرةِ قاذورات.

 

وتحت هذه النظرةِ الصارمة كالصوم

وقعَ الطاووسُ الأزرق البرتقالي،

وبلمح البصر

قد تبدَّل ريشُ ذيلهِ الباهر.

 

وبالقرب من بيرو، فوق السهوب الفسيحة،

تطير أسراب الكوليبري الزاهية،

فأمسك بها القاضي

وما أبقى لها زغبًا أو ريشًا.

 

لم تعد تُرى اليوم في هذه الأودية

جبالٌ ملتهبة بالبراكين.

فقد كتبَ القاضي فوق الأودية كلها:

يُمنع دخول المدخنين

 

وحتى قصائدي في بيرو المسكينة

قد مُنعت تحت طائلة التعذيب.

فقد قال القاضي:

كل هذه المبيعات محظورة كالشراب المخدِّر.

 

إن خطَّ الاستواء ليرتجف من رنين الأصفاد،

ولم تعد بيرو مأهولةً بطير أو بشر..

لا أحد غير القضاة يعيشون كآبتهم

وقد انزووا حقدًا في أقبيةٍ من قوانينهم.

 

ولهذا فأنا أرثي لابن بيرو!

عبثًا يجدّف في سفينته القديمة.

فالقضاة المزعجون يمنعون الطير والرقص

وأنا وأنتم وبيرو.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء