من : هكذا غنى طاغور

في أسفل الوادي

كان نهر (جومنا) يتدفق مسرعاً وصافياً

ومن كل جانب، تنظر إليه الضفاف المتجهمة

بغابات الهضاب الكثيفة التي تعلوها

وأخاديد السيول.

كان المعلم الأكبر (جوفندا) جالساً

فوق صخرة يقرأ صفحة

حين جاءه تلميذه (راجونات)

المعتز بثروته الطائلة

وانحنى أمامه قائلاً:

لقد جئت إليك بهديتي المتواضعة،

وهي أقل من أن تحظى بالقبول من مقامك

وحين كان يقول ذلك

ألقى أمام المعلم

سوارين من الذهب المرصع بالجواهر

فتناول المعلم واحداً منها

وأخذ يديره فوق إصبعه

فتلألأت الجواهر بأنوارها التي تخطف الأبصار

وفجأة، انزلق من يده وتدحرج فوق الضفة

ثم وقع في الماء

فصرخ (راجونات) متحسراً: أوّاه

وألقى نفسه في النهر

وصوّب المعلم بصره نحو الكتاب

وأخفى النهر ما كان قد سرقه

وتابع جريانه

كان النهار يشحب ويقترب من الأفول

حين عاد (راجونات) إلى أستاذه متعباً مهدوداً يقطر ماء

وقال له وهو يلهث:

يمكنني العثور عليه

إذا بيّنت لي مكان وقوعه

فتناول الأستاذ السوار الثاني

وألقى به في الماء

قائلاً:

إنه هناك.

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء