منتصف الصيف

غزالتان صغيرتان

وقفتا وسط الضباب

الذي يهبط بكثافة

في منتصف الطريق

المؤدي للمدينة.

جلد بني يتلألأ، وعيون واسعة

مفتوحة عن آخرها.

 

انجذبت لضوء السيارة الأمامي

في أول مسحة مصفرة

للفجر القادم.

على بعد عشرين قدما

أوقفت السيارة أخيرا

ظللت جالسا بها.

 

التقت عيناي بعيني

الغزالة  (الأنثى )

يتفحص أحدنا الآخر.

 

دقيقة بدقييقة،

كنا ثابتين،

بلا أدني حركة

يتخيل كل منا الآخر.

عندئذ

قشرت الشمس السحب الداكنة

كأنها جلد ثان.

 

وفي خطوات متسقة منغمة

تحركت الغزالتان للأمام

بخفة وحذر.

 

إلى جانب الطريق

في الشجيرات الصغيرة التي تزدهر

بطول حافة الطريق

و اختفتا

في الضباب.

 

منبهراً عدت إلى يومي

إلى ما لدي من أعمال أكملها.

 

و الآن، في ساعة متاخرة

من النهار

يهبط الضباب ثانية

أنا مازلت أتذكر الوخز اللذيذ بجلدي

تحت العيون البنية الجميلة

لتلك الغزالة (الأنثى)

وهي تتفحصني

مثل يد حبيب

ببطء  وحذر

تستكشف شيئا ما

عميقا في نفسي

شيئا

لا أستطيع أن أسميه

أو ألمسه.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء