مفقود الهوية

حين انتهت الحربُ

الساعةُ لم تشرْ إلى الثامنة صباحًا أبدًا

البعضُ لم يستيقظوا من النوم

البعضُ هربوا بأكياسٍ مليئةٍ بالصخور إلى قاعِ الأنهار

البعضُ تحولوا إلى خرافٍ فوقَ قمم الجبال

رحلوا مع رعاع الشباب من المدينة

بهواتفِهم الخلوية

عبروا الأسلاك الشائكةَ

البعضُ ضاعوا في منحدراتِ الشتاء

أصبحوا مسافرينَ بلا هويةٍ

ضاعوا تحتَ الثلوج

دُفنوا في عمقِ الوديان

البعض أصبحوا صغيرين جدًا

لم يكونوا يعرفونَ غيرَ الرضاعةٍ

التجأوا إلى أحضانِ الدمى

البعضُ أصابَهم الخرسُ

رغم أنَّ صوتَ عويلهم أحيانًا كان يُسمعُ من تحتِ الأنقاضِ

كان يَسمعُهم الجنودُ المفقودو الهوية

البعض فروا من دورِ المجانين

وقعوا في الحبِّ

قطفوا الوردَ من مروجٍ عطشى

ولآخرَ مرةٍ يدّا بيدٍ عبروا من ميادين الألغام

نحن أيضًا رحلنا

في حافلاتِ نقل اللحوم

كنا نريدُ الذهابَ للمستقَبلِ

ألقينا التحيةَ بأعمدةِ الحديدِ والمسامير والجثثِ

كان من المقرر أنْ نَجدَ

سماءً دونَ دخان

وأرضا دونَ جثثٍ

يقولون حين وجدونا

كانت أصابعُنا مشتبكةً ببعض

دمُّنا كان متجمدًا

بجوازاتِ سفرٍ مزورةٍ

وحقائب صغيرةٍ للنقودِ مغلقةٍ

شفاهُنا الزرقاءُ

كانت إشارة إلى لغةٍ، لم يفهمِها أحدٌ أبدًا.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء