مفاوضات مع بركان

 سنسميك  أجوا    (agua)

مثلما  تسمَّى  الأنهار  والأباريق  الباردة.

سنقنع  الغيوم  أن  تعشش  حول  عنقك

عساك تنام أخيرا.

سنفرح إن  نمت  إلى  الأبد

وننصرف إلى المنحدرات التي نزرعها، ونحن نغني

تلك الأغنيات التي علمتها لنا الجدات قبل أن نرث   منهن

الخوف.

سنحاول أن نتجادل  بيننا  وبين  أنفسنا.

وحين تطالب أرملة بمزيد من الدقيق، سنعطيه لها

ونحن نذكر عبق البخور في يومك يا مولانا.

أرجوك،  انظر لنا كما نحن، صغار،    ذوو بشرة سهلة الحرق.

أرجوك، انظر كيف روينا  الشجيرات حول بيوتنا

وكيف نقلنا الفلفل إلى علب صفيحية صغيرة.

اغفر لنا كل غضب شعرنا به تجاه الأرض

كلما امتنعت علينا الأمطار

أو فاضت

فبلعت قمحنا.

ليس سهلا على أحد أن يكون بهذا الصغر

وأن يعيش في ظلك.

وحتى حينما نجلس لنتناول العشاء

تذرع أنت غرفنا كاللص

تلمس المذياع أولا، ومن بعده النول.

فتندلع النار في حواف أحلامنا

وإذا بها تحترق كالأوراق

ونصحو بأيد ملؤها الرماد.

كيف لنا أن نعيش هكذا؟

نريد أن نصحو فنجد رفوفنا كما هي

وأبناءنا غارقين في النوم وسط أغطيتهم

نريد أحلاما ذات بحيرات

فيها صباحات كثيرة كثرة السمك

تسربلنا إذ نلقي شصوصَنا

ولا شيء آخر

لا شيء آخر.

.

.

.

 

*أجوا مدينة صغيرة في كولمبيا اسمها أجوا دي ديوس وتعني "ماء الرب"

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء