ما الذي بقي أخيرا

 

كم سقطت خلافات ،

كم إمبراطورية غابت ،

و السلالات تبدلت ،

و كل شيء تغير مئات المرات ..

فما الذي بقي ، أخيراً ،

سوى " أحبُّ " و " أؤمن " ؟

ما الذي بقي ، أخيراً ،

سواك يا فاتِمات ؟

 

دول انهارت ،

بدأت المحيطات تجف ،

اتلانتيدا - تحت الأمواج

و – لن يعود شيء للخلف .

فما الذي بقي ، أخيراً ، ؟

فقط الماء بل و النار ..

ما الذي بقي ، أخيراً –

سواك يا فاتِمات ؟

 

جنكيزخان ، تاميرلان ،

بونابرت - كلهم غابوا ،

كما الرمل المذري ، الزمن

طواهم بلا استثناء ...

فما الذي بقي ، أخيراً ،

سوى اللطف و الأغنية ؟

ما الذي بقي ، أخيراً –

سواك يا فاتِمات ؟

 

و الفضاء العظيم

اهتز و انقسم ...

ليت العَزْم كان كافياً

ليكون كل شيء على ما يرام !..

فما الذي بقي ، أخيراً –

مهد و قبر ؟

ما الذي بقي ، أخيراً –

سوى أنت ، فاتِمات ؟

 

على الأرض ، المحروقة مائة مرة –

تتمزق السماء هباباً :

كم من الألم ، كم من الدم

جرى هنا ، عبر قرون متواصلة ...

ما الذي بقي ، أخيراً –

عدا النهار و عدا الليل ؟

ما الذي بقي ، أخيراً –

سواك يا فاتِمات ؟

 

لا تقلقوا بشأني ،

هكذا هي الدنيا ،

لا بد من الوداع –

لا مفرَّ من الفقدان ...

سأغادر ، لكن قبل ذلك

املئوا الكأس لي –

سأشرب حياتي حتى الثمالة ...

و لتبقى في الدنيا

وحدها فاتِمات .

 

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء