لغتي الأمينة

لغتي الأمينَة،

لقد خَدمتك.

كلَّ ليلَة أضَعُ بين يَدَيكِ صَناديقَ مُلوَّنَةً صَغيرَة

بِحيثُ يكونُ لَدَيكِ شَجرَة القَضْبان،

جُنْدُب وعصفور الشَّرشور الجَبَلي

الكُلُّ مَحفوظٌ في الذّاكِرَة.

هكذا كان ولِسنَوات عَديدَة.

كانَت وطني لأنَّه كان يَنقُصني أيُّ آخر.

اعتَقَدتُ أنَّكِ ستكونين وسيطًا

بيني وبين الطَّيِّبين،

حتى لو كان عَدَدهم عِشرين، عشَرة

أو أنّهم لم يولدوا بعد.

الآن أُدرِكُ رَيْبَتي

هناك أوقات يَبدو أنَّني ضَيَّعتُ حياتي فيها.

لأنَّك لُغة المَقهورين

لغَةُ اللَّاعقلانيّين الكارِهين بعضهم

ولأنفُسِهم ربَّما أكثر مِنَ الأُمَم الأخْرى،

لُغَةُ المُختَلّين

مرضى بَراءتهم.

لكن بدونِكِ، مَن أكون؟

مُجرَّد عالِم في أرضٍ بَعيدة،

للنَّجاح بلا خوف أو إذلال.

نعم قولي لي من أنا بِدونك

فيلَسوف، مِثل أي فيلسوف آخر.

فهمتُ، يَجب أن يَكون هذا هو تعليمي:

استِلاء المَجد الفردي،

لِلآثِمِ الأخلاقي

المُمَجَّدُ العظيم يَفْرش لك سجّاَدة حمراء

وفي نفس الوقت فانوسٌ سِحري

يعرض صُورَ استشهادٍ بشريٍّ وإلهيٍّ على القُماش.

لُغتي الأمينَة،

ربَّما أنا الشَّخصُ الذي عليه أن يُنقذك.

لِذا، سأستمِرُّ في وضع الصَّناديق المُلوَّنة أمامك

واضِحةً وخالصَة، إن أمْكن،

لأنَّه عند المَصائِب يَحسنُ بعْضُ النِّظام أو الجَمال.

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء