لأنني أعمى أجدُ سعادةً فيما يخبرني الآخرون

لأنني أعمي أجدُ سعادةً فيما يخبرني الآخرون

إنهم رأوه

فإن غِنَاي أنْ أحسَّ بهذه اليدِ على يدي

هذه اليد المخشوشنة

من قلَّةِ الأعشابِ التي تُؤكلُ

هذه اليد الفتية..

أحيانًا حين تبتعد عني

- وأنا أعرف السبب –

وأجلسُ علي حجرٍ، هنا، أنتظرها

أستطيعُ أنْ أعرفَ

مختلف الأوراق والأعشاب حولي

والشميم الحميم لكلِّ واحدة

فيعودُ بعضُ ما ألفتُ أن أراه

نعم..

فلقد كنتُ أمتطي جوادًا

من جياد «شمَّر»

ومن سلالةِ جيادِ النبي

وكنتُ مُتعاليًا على الفتيات.

 

أستطيعُ أنْ أسمعَ

الجرسَ البرونزيَّ الكبيرَ للعنزة القائدة

وأجراس القافلة

من الجرس الكبير للجمل الأول

حتى الجرسِ الصغير للجمل الثامن، والأخير-

أستطيعُ أن أسمعَ خطى العابرين

فأتذكَّر، وأعرف

أني لستُ أعمى

بل مسمولٌ، فقط

ألِفَ أنْ، يرى

 

أستطيعُ أنْ أقرأ أفكارَ الفتاةِ

من طريقةِ إمساكها بيدي

حين تمسكُ قويةً، أعرف أنها تعرف

حين تمسكُ خفيفةً، أعرف أنها تخاف

عليك أن تعرفَ هذا

يمكن للبنتِ أن تكونَ أبًا لزوجها

أبًا لأبيها

ويمكن للمرءِ أن يكونَ أمَّ ابنته

قد لا يكون أَعمى.

 

لكن، إن كانت لديك ابنةٌ

فلتدللها

ولتعزّها

فإن تركتَها تغادرك

ومهما كان المهرُ عظيمًا

فلسوف يلحقكَ الْهَرمُ سريعًا

ولسوف تجلسُ

مع مالك التافه

وحيدًا

 

لا تبعْ ابنتك

هبها

للرجلِ الذي تحبُّهُ أنت

والذي لا تُبغضهُ هي

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء