كلما مرقت بشارع ديزارت

كلما مرقت بشارع ديزارت ونيسان

كانت هناك رائحة سجائر فونتاناريس مدخنة خلف جدار متهدم

محني يتلحف السماء

بيدين مقوستين بعصبية كراهب بوذي

تحمي البصيص الشاحب من ضوء النهار

وكلما مرقت بشارع ديزارت

أرى آنا في المرجة خلف الجدار المتهدم

بعيون ملأى بنيسان

بصداقات حانقة

بلون لوزي

بنفسجي

عيون مملوءة بسمكات

بعضها يضيء كشموس

أخرى ممطرة

تلك العيون

تبدو  كشجرتين اقتلعتا  تواً

وأفراخ عصافير غضة

تركت عشها حديثاً

اكتست ريشاً

يقبض الريح فلا تتوقف عن السقوط مطلقاً

وحول تلك العيون

كانت هناك بحيرة لها نفس لون لآلئ مي-لان-فانج

الأثيرة لدى مخاوفي

اللآليء التي كان مي-لان-فانج يتوج بها رأسه

لكي يكون هناك نور في بعض الليالي

مثل اليوم

عندي مروري بنيسان

بروح مطوية تحت إبطي كتلاميذ الروح

عبر مدينة بلا عيون لا تريان آنا

لا ترى صدرها الطازج يوشك أن يندلع

ويرتجف كما كانت ترتجف آنذاك

سنواتي السبع القلقة

من هذا البوق النافر

من كل نلك العظمة

كل ذلك البؤس

كل تلك السعادة الكئيبة

ماذا كانت؟

تلك الحقول المهجورة التي لم يكن يجرؤ أحد أن ينصت إليها

تلك الثمار البكر كفيالق من آلاف الجنود

منهمرة على الإنسان!

ذلك الجمال معي بداخلي بلا أمجاد

عربات.. نساء.. أطفال

مسحولة من بلد لآخر/من جمالك لعذابي

إلى كل ماضٍ قادم

إذن متى تتحرك عذوبتك أو ازدراؤك

لكي تأتي إلى شارع ديزارت

لكي تؤخري الموت؟

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء