كان نصراً مشهوداً

كانت أمسيةَ صيفٍ

وكاسبرُ العجوزُ

الماكثُ في البيت

جالسٌ قدّامَ بابِ الكوخ

تماماً كقصيدةِ ساوذي

وبجنبهِ ، راقدةً على البلاط

حفيدتهُ جيرالدين

تقلِّبُ مجلةً في فتور.

 

-"لمَ لا تسألينني" كاسبرُ قال

"لم لا تسألين

عما فعلتُ في الحرب؟

قيلَ لي أن كل الصغار

عن هذا يسألون"

 

-"قصتي جاهزةٌ

مذ ثلاثين عاماً أو يزيد"

-"لا تزعج نفسكَ جَدّاه

أمورٌ مثل هذي

أراها مملة،

أرجوك دعني ومجلتي"

شددت الصغيرةُ جيرالدين

 

ودخل بيتركن الصغير

فخاطبه الجد من فوره:

-"أتريد أن تسمعَ عن الحرب

وكيف تركوني إذ حسبوني قتيلا؟"

-"كلا" أجاب الولد

"ثم من يضمن

أنك تقولُ الحقيقة؟!"

 

ونهضَ العجوزُ الواهنُ المَغيظ

بطلُ هذي القصيدة

ومضى في خطى لا يعوزها النشاط

نحو نادي الجنود

ليجلسَ مع سبعةٍ منهم

يحوكون الأكاذيب

حتى العاشرةِ والنصف.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء