كالماء يخرقه القمر

لا أعرف من أين أتت، لكنها

كانت جميلة وفطنة

كحلم حبي المراهق الأول.

كيف كانت تناديني لا أذكر

فقط اللمعة الهادئة لعينيها

والصدى الخامد لخطواتها

في الماء الذي يخرقه القمر.

ذات يوم سمعت صوتها

يقول لي من خلف الأشجار:

"روسيندو"

في عمق بعض الروابي:

«ألا تسمعني؟»،

كما في الأحلام:

«روسيندو، ألا تسمعني؟»

واختفت في فرجة مظللة من الغابة

عند بزوغ الفجر.

لا بد أنه زمن

كانت فيه النجوم

تغير جلدها والعالم يوقف روحنا

للأبد ويغيرنا من الداخل،

سارقاً منا زهرة القلب.

ذات يوم ظهرت: «لا بد

أن تهجر بيتك وأقاربك وعائلتك وحبك،

أن تتخلى عن أصدقاء طفولتك

وأن ترتاد أراضي أخرى

وشموساً أخرى

عبر السياجات العالية للصمت.»

 

لا أعرف إن كانت عذراء أو إلهة،

أجهل إذا ما كانت حقيقية

أو مرضاً للمخيلة. ورغم معرفتي

أنني أبداً لن أصل إليها، ككلب بلا صاحب

مضيت وراءها، وحدنا، منزلقاً عبر جبال وضفاف،

عبر حصون وحدود

دون أن أجد من خطواتها أية علامة إلا الهواء

أي وجه إلا الضوء فوق الجليد،

في عذاب حفلات الصيد.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء