قوة الكلب

في حياتنا يمنحنا الرجال والنساء

ما يكفي من الحزن،

كي يملأ يومنا.

فلماذا، ونحن موقنون بخزيننا منه،

نسعى للمزيد؟

فحذار يا إخوتي، حذارِ يا أخوات.

لا تهبوا قلبكم

لكلبٍ يمزقه بالأحزان!

 

اشتروا جرواً وستشترون معه

حباً صادقاً لا يتغير

(وقد غَذته العواطف والوله)

برفسةٍ في الضلع أو ربتة على الرأس.

على أنه ليس عدلاً

أن تخاطر بقلبك

لأجل كلبٍ يمزقه.

 

وحين تُختم السنوات الأربع عشرة

التي تسمح الطبيعة بها

بالربو أو السرطان أو نوبات المرض،

وتمضي به وصفة البيطري الصامتة

نحو غرف الموت أو محشوِّ البنادق،

عندها سترى –نعم هذا شأنك ولكن-

سترى أنك منحت قلبك

لكلبٍ كي يمزقه.

 

وحين يهمد (آه كيف يهمد!)

جسدٌ (بأنينه الفرح بمقدمك)

عاش رهن إرادتك.

وحين ترحلُ للأبد (أنّى كانت وجهتها)

روح تجاوبت مع تقلّب طباعك،

ستعرفُ كم تُبالي، وستمنحُ قلبكَ

لكلبٍ يمزقه.

 

عندنا من معتاد الحزن ما يكفي ويزيد،

إذ نسلمُ أبناء طينتنا للتراب،

وأحبابنا لا نهبهم، لكننا نعيرهم

نظير فائدةٍ مضاعفةٍ: قرشاً بقرش.

لكن لوعتنا بفقدانهم

لا تتناسب على الدوام

وطولِ احتفاظنا بهم،

فحين يأتي موقع التسديد، خاطئاً كان أو مصيبا،

سيكون قصير الآماد وطويلها

سواء في الأذى.

فماذا يرغمنا بحق السماء (قبل أن نرحل اليها)

أن نمنح قلوبنا

لكلبٍ كي يمزقه؟

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء