قصيدة حب إلى بلادي

لا أملك شيئاً أمنحهُ لك إلا غضبي
وأسلاكه تعبر الحدود
أنتِ، من باعني مع كثيرين غيري للمنفى،
والآن بعد أن فرغتِ من العقول المتألقة، تعتمدين
على ما تستطيع الأيدي أن تزرعه
كي تعيدي بناء صورتك المفتتة.

شوارعك منقطة برجال مغلولي الأيدي بالأصفاد
طبولك جلجلةُ أبواط حراس السجون المسننة
تتلوين من الألم
لأن التوأمين المريعين، القانون والنظام،
يقرران الأمر من خلال النفق السميك للأسلاك الشائكة.

هنا، أسبوعاً بعد آخر، تشفّ الجدران الرقيقة
ينجلي الضباب فنراك عارية
كجسد يجهد كي يعثر على نفسه، لكنه لا يستطيع
تخفق قلوبنا بنبض الرغبة أو الخوف
وأحلامنا فصول محروقة من تاريخك.

بلادي،
تذكّري أنه لم ترمش عيني
ولم أغْف
بلادي،
لم أدع حياتك تسقط
وتتدحرج على السفوح يوماً
لم أراقبك بلامبالاة،
كسيارة تُقاد بطيش،
مسرعة إلى تحطمها بعد أن قفز السائق.

فقدتْ الأيام أغانيها وملحها
نشعر بالضجر دون ضحكنا وصوتنا الحر
وكل يوم نفكر بالأمر نفسه ونعزي آمالنا.
أيامك صاخبة بقعقعة الأصفاد
على أذرع رجال يتم اقتيادهم بعيداً كي يتآكلوا.

أعرف أن يوماً سيأتي كي يغسل ألمي
أنني سأبزغ من الليل مولوداً في أغنية
كشمس، تشرق وتنفخ
كي تطفىء تلك النجوم الشريرة.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء