في عمق السكون

رماني بعيدًا

مثل حفنة من التراب

وقال إنه لا يعرف

أنني شيء له روح

وقال إنه لا يعرف

أنني على قيد الحياة

واستمرَّ يرميني

مثل حفنة من التراب

بعيدًا عنه

على الطريق المهمل

الذي بات طريقي.

هكذا ظللت أمشي

بطريقتي

وفي كل مكان كانت

قطعٌ تنكسر مني:

بعض الافتتان بالحياة

وبعض الرغبة في السعادة،

بعض حلم دنيوي

وبعض الأمل في الرجال.

في كل مرة جزء من كياني

كان يسقط مني.

ولكن الآن قد جاء دوري.

لقد تركت العالم ورائي

مثل صحراء في عاصفة رملية

مثل محيط في إعصار

مثل مدينة مهجورة.

الرجل الذي كان ينزلق قليلاً قليلاً

غاب تمامًا

والآن جاء دوري

واقفة على آخر بقعة في الأرض.

لملمت ذاتي وأصبحت شيئًا كاملاً

وألقيت بنفسي في السكون.

هذا هو صمتي

منتشرًا وشاسعًا

والآن أصبح العالم إما حلمًا

وإما زهرة بحرية

في قاع المحيط.

وفي عمق ذاك السكون المهول

ليس هناك إلا

صوت خطواتي.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء