فن واحد

فنُّ الخُسرانِ ليس صعبَ التعلُّمِ.

كثيرٌ من الأشياء مليئةٌ بنيّةِ الفقدانٍ

حتى أن خسرانَها ... ليسَ بالكارثة.

إخسرْ شيئاً كلّ يوم:

تقبّلِ الارتباكَ الذي يصحَبُ خسرانَ مفاتيحِ الأبوابِ ،

تلك ساعةٌ ستنفقها في الانزعاج.

فنُّ الخسرانِ ليسَ صعبَ التعلم.

ثم تمرَّنْ على خسرانٍ أكثر .. خسرانٍ أسرع:

للأماكنِ ، والأسماء ، والجهاتِ التي كنتَ تنوي الرحيل إليها.

لا شيءَ من ذلكَ ... يجلبُ الكارثة.

أضعتُ ساعةَ أمّي.

ثم أنظرْ! البيتُ الأخيرُ ، أو ما قبلَ الأخيرِ ،

من بيوتٍ ثلاثةٍ أحببتُها ... راحَ للأبد.

فنُّ الخسرانِ.... ليس صعبَ التعلم.

وخسرتُ مدينتينِ ، حبيبتينِ لقلبي.

وخسرتُ أشياءَ أعظمَ ، عوالمَ امتلكتُها ذاتَ يوم :

نهرينِ ... وقارّةً برمّتها.

أشتاقُ إليها .. نعم .. لكنْ لم تكنْ بالكارثة.

حتى خسرانُكَ أنتَ (بصوتكَ العذبِ ، وإيماءتكَ الحبيبةِ)،

ما كانَ عليَّ أن أكذبَ . الأمرُ واضحٌ وجلي:

فنُّ الخسران ليس صعب التعلم.

رغم أنه يبدو … (أكتُبْها!) ... يبدو كالكارثة.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء