فراشة ميتة

كانت ابنتي تحمل طوال أشهر

فراشة ملكية كبيرة نافقة في مرطبان

تأخذها إلى المدرسة في حقيبتها الظهرية

وإلى بيت صديقها الوحيد.

وعلى طاولة العشاء

تتوضع الفراشة إلى جانب إناء لحم البقر المشوي

كانت تأخذها أيضاً إلى تختها،

وتضعها قرب مخدتها.

أكان هذا هو العام الذي ولد فيه أخوها؟

أكان هذا طفلها بالغ الهشاشة

الذي عاش لوقت وجيز في عالمه الزجاجي؟

أم كان العام الذي رفضتْ فيه الذهاب إلى منزل والدها؟

هل هذه هي الفتاة التي تحبس أنفاسها كلما ذهبت إلى هناك؟

هذه الطفلة التي في مقتبل العمر

والتي ترتدي جوارب مطوية للأسفل

رغبتُ أحياناً بأن أرفعها وأعيدها إلى أحشائي

وأحملها بأمان هناك.

لم أفهم أبداً سبب التزامها القويّ

عشنا فحسب مع الشيء المجنح النافق

كجزء منها،

كجزء منا،

والذي كان بلا وزن في مرطبانه الثقيل.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء