غسل اليدين

كنت أغسل يدي بعد فتح الثلاجة

وأنظر للحم اللانشون

والطماطم والخيار المخلل

الذي كان يبدو لي كمنطادات في ماء غائم.

أخرج الطعام ثم أغسل يدي قبل وضع شريحة

من المورتديلا على خبز القمح، ثم أغسلهما مرة أخرى

قبل أن أجذب كرسي بمفصلي أصابعي فقط.

ثم ألف الشطيرة في منديل ورقي وأكلها

مواجهًا الحائط التي تضيئه الشمس

عبر ظلال متمايلة كأنها ريشات ضخمة.

 

كدت أن أمتنع عن الذهاب للكنيسة يوم الأحد.

كأس القربان بدا لي كلطخة من السل

والبخور دخان يُطلق ليزيد من شدة النامونيا.

كنت أعرف أن الكهنة كانوا طيبين

لكنهم كانوا كثيرا ما يصافحون المحتضرين في زياراتهم.

كان يقلقني رذاذ الرطوبة على شعرهم

أو مفاصل أصابعهم. فكرت في المسألة

ثم تخيلت حفيف ثيابهم وهم يعبرون المذبح.

كنت أعرف أنهم سوف يسعلون

في أيديهم، ثم يقولون، «اغفر لنا خطايانا يا رب».

بعد القُداس، دفعت باب الحمام

بكتفي لأدخل، ثم دعكت يديّ بالصابون والماء الحار

وبعدها فقط صعدت للطابق العلوي

لأكل الكعك مع الآخرين. لم أصافح أحدًا،

أومأت للجميع ووسعت مقلتيّ

حتى امتلأت بؤبؤتاي بضوء ودود.

وإذا كنت أتذكر جيدًا

تحدثت باستخدام أقل مساحة من فمي.

ليس بإمكانك أن تعرف

إذا كان في المكان الذي تقف فيه شخص

سعل وترك مرضه طافيًا في الهواء.

 

أعرف أن الكاثوليك أيضًا باتوا

يمارسون غمغمات الإلهام

وعرفت أن رجالًا عاطفيين بدأوا يخرجون

من خزانات الكبت التي قضوا فيها طفولتهم ويأتون للتعبد

وكان الجنس تلك الزنبقة التي يهزها الجميع

فوق قبر الأبرياء..

هززت صحيفتي وقرأت عنهم

أولئك الكاثوليك الجدد الذين أمسكوا

أيدي بعضهم البعض خلال الصلاة.

لفترة ما، عندما كان شعري أسود،

حضرت لقاءات الشباب في الكنيسة

واشمأززت من الهواء عندما كان علينا

أن نمسك أيدي بعضنا البعض.

لاحظت في أحد الأيام أن ثلاثة

من أصل ستة عشر كانوا يسعلون،

وبعد أسبوع آخر سبعة من الستة عشر.

لم أكن أجيد في الرياضيات أبدًا،

لكنني كنت أعلم أن ثمانية ستكون التالية

وبدأت أشعر بكشط مثل صخرة صغيرة

داخل حلقي. توقفت عن الذهاب

وقرأت الكتاب المقدس لوحدي

وعندما وجدت ذبابة ميتة عند حافة النافذة

تخيلت موجات الطاعون التي قرأت عنها

قادمة من مصر لمسقط رأسي في مدينة فريزنو.

 

كنت أحب أن تغسل زوجتي يديها

وطلبت منها ألا تلمس أسنانها

في الأماكن العامة. وافقت على كلامي

وبدأت تدفع الأبواب المفتوحة بكتفها فقط.

علّمتها كيف تسحب كرسيًا من الطاولة بطريقتي

وكيف تغلف الأظرف دون أن تلمس غلافها.

استمعت لي بيدها المغسولة تغطي يدي.

كانت لطيفة جدًا معي ولم تقل شيئًا،

حتى عندما رأتني أغسل اليدين

والمعصمين والمرفقين والكوع

الذي لمست به أسطح الأماكن العامة

لكي لا يلمس أطباقنا ويسبب المرض.

إذا سألتني حينها، «ماذا تفعل؟»

كنت سأنظر لها من الحوض

محاطًا بتجاعيد البخار مثل بخور القداس

وأجيب، أنني أنقذ نفسي،

وأنقذك أنت أيضًا يا حبيبتي.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء