عالم له في غيابي

مؤخرا، لم تعد بيني وبينه من حميمية.

ذلك الصبي الذي لم أعد أستطيع الدنو إليه،

ذلك الذي أحاول أن أجذبه

أن أقربه إليَّ

وأن أتشمم شعره في حنان

فأجده يجفل من لمستي

ويبتعد عن نهديَّ

ناسيا أنهما اللذان خلقا له ذات يوم

من دمي ما أشبع جوعه.

أمد يدي

أريد لأصابعي أن تتخلل شعره

أن تمر بين خصلاته المتماوجة كأنها القصب على ضفة النهر

فإذا به يدفعها عنه ويبتعد.

هو الشغوف بأن يتخطى عتبة الطفولة

وأنا الراغبة في استبقائه خلفها،

في صراعنا هذا

تهن الأواصر بيني وبينه.

بيني وبين الذي ذات ليلة غاب عنها القمر

سألني:

هل سيأتي على الشمس أيضا حينٌ من الدهر

تختفي فيه؟

ذلك الصبي

لم يعد ينشد المزيد من الإجابات عندي.

هكذا أقبل الظلام عليّ،

الظلام الذي كان له من غرفتي ذات يوم مأوى

وفيما يطلب الظلام أن أُدخله من جديد،

كنت أنا أطرد حلما رأيته من قبل

حينما حملت للمرة الأولى:

إذ رأيت شعاعا يبدد الظلام

ويسكن ها هنا .. في هذه الغرفة.

 

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء