طفل عند النافذة

إنه لا يطيق

أن يرى رجلِ الثلج، واقفاً، وحيداً،

في البرد، في عتمة الغسق.

ينتحب الصغير إذ يصغي للريح الواعدة

بليلةٍ من صريرٍ وأنينٍ عظيم.

صورته الباكية بالكاد تبلغُ

التمثالَ الشاحبَ الوجه، ذا العينين الأسفلتيتين

الذي يبادله نظرةً بائسة

كنظرةِ آدمَ المطرود الى جنته.

لكن رجل الثلجِ

قانعٌ وراض

ولا يمني نفسه بالدخول والموت.

غير أنه يحزن إذ يبصر بكاء الصغير.

ورغم أن الماء عنصره

يذوب بما يكفي

ليرسل من عينٍ طريةٍ واحدة

قطرةً من أنقى المطر: دمعةً

للطفل الواقف خلف الزجاج

محاطاً بكل هذا النور، والحب،

والخوف.

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء