صداقة الهواء مع الماء

هنا بعض المسافرين

الذين ترافقوا منذ الأزل

خرجوا ممتطين عربة الأرض،

رفع الهواء كلاً من النار والماء من التراب،

ثم تماسك ونظر

فأعجبه تواضع الماء

فحمله على ظهره،

وصعد به من الأرض إلى الفلك.

ثم نظر إلى هذه الدنيا،

ونزل الهواء، إله الحب،

نزل من الفلك، وحط على الأرض،

وأحال القطرات المتناثرة إلى لآلئ، ثم سألها قائلاً:

يا نتاج حبي،

أخبروني، هل أعجبتكم هذه الدنيا؟!

أكان الحزن على فراق الهواء

أم الخوف من الأشعة الثاقبة السريعة للشمس المشرقة،

ذلك الذي أدخل الرعب قلب اللآلئ الصغير.

كلا، فإني

أخاف من ورود البستان.

من الأوراق الحسان، من الأغصان،

من الفرش المخملي الأخضر.

أخاف

من تلك الخطوات المتلاحقة للحظات الماضية،

من تلك العيون اللامعة،

من تلك الأيادي التي

ليس بها خط حيّ أصيل،

من خطوط الألفة والحياء.

أقبل أيُّها الهواء

احملني،

هذه الروضة المليئة بالورود لا تعجبني.

لنعد إلى الأفلاك، إلى الحرارة اللافحة.

هيا نسير على نفس الطريق، فإن كانت غايتي هي الذوبان،

وإن كانت هذه هي النهاية المحتومة،

فماذا سأفعل؟

وهل سأستطيع أن أشرق

على الحياة القاسية فوق الأرض

بعد أن أستحيل إلى دموع في عيون الفلك

وأتخفى في شكل نجمة؟

أقبل أيُّها الهواء.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء