سقوط مدينة

جميع الملصقات على الجدران

ومنشورات الشوارع

مشوَّهةٌ

يجرفُ المطر نثارَها

كلماتُهم تمحوها الدموع

وجلودُهم تتقشَّرُ عن أجسادهم

في ذروةِ الإعصار

أسماء الأبطال جميعاً في القاعة

حيث تدوّي الأقدام

والحناجر النحاسيّةُ تزمجر

، (فوكس) و( لوركا )

التاريخ الذي يطرّزُ الجدران

يحذفان بغضب

أو يذرُّ رمادهما بخنوع

يستبعدان من الثناءِ الذهبيّ

الشاراتُ والأوسمة

تخلعُ عن أيديهم

وياقاتهم المذهَّبة

ثمَّ يقذف بها بعيدا

في أكياسٍ بشريّةٍ كانوا يرتدونها

أو في طبقةٍ عميقةٍ من العقل

يُغسلان بابتسامةٍ

تغزو ملامح المنتصرين

لم نكن ندركُ معنى الدروس

التي تعلَّمناها

الفتيان الذين تعلَّموا القراءة

أصيبوا بالعمى

و عيونهم تسكنُ فيلماً مهجوراً

بينما الفلّاح يعاودُ غناءه المتعثّر

و يتبعُ نهيقَ الحمار

هؤلاء يتذكرون كيف ينسون وحسب

لكن هناك من الكلماتِ

ما يطبعُ في مكانٍ ما

على الباب العالي للجمجمة

وبعض زوايا العين المجعدة

ذاكرة رجل عجوز

تقفز إلى طفلٍ

كما لو أنَّها شرارةٌ

من أيّام التوهّج

فيدّخرُها الطفل

مثلما يدَّخرُ لعبةً مريرة.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء