ساعةُ البيتِ

الآن ضوءُ المطبخِ العسلي الشاحب

يحترقُ من نافذة بالطابق العلوي.

ثم القمر ضوء نهار مثل اللبن،

السماءُ تشرخها خطوطُ الهاتفِ. منازل مرصوصة

صبورة كالبقر.

 

رواشن وجملونات في شارع يقطنه المهاجرون

في مدينةٍ صغيرةٍ، والأصيلُ الذي أرهقته الرياحُ

يتلاشى في ظلالِ الليلِ.

 

مئاتٌ من المرات

شعرتُ بهذا الشعورِ في هذه الأحياءِ

بأسطحِها ومزاريبها في هذه الساعة.

المستأجر يمشي من الحافلةِ إلى المنزلِ

يحملُ حقيبتَه المترهلة. ربما متجرٌ

مرئيٌ عند الزاوية وضوء نيون يومض في الغسقِ.

ضبابُ طبيخِ المعكرونة يكسو زجاج النوافذ.

 

شعورٌ حذرٌ، مغرٍ كالموسيقى، وجيز

كما الغسق، المِرآة المنسية

تعكس نفس الضوءِ الرمادي

لعشرات السنين ، ظلال

السقوف والعمدان، والثلج المتوهج

كأنه شعاب مرجاني يواكب الرصيف.

 

إذا كنتُ أجوفَ بداخلي أو مثقلاً بالشوق فلا فرق:

ألواح جدران البيوت، إطارات خشب التنوب،

والجص المصنوع بشعر الخيل، والطوب الطيني

في ضوء معين، كل هذا لا يعد شيئاً، ولكنها موحية

تسترجع ساعاتٍ مضت،

وفي هذه الساعةِ من المساء

تلمسني هنا، آخر رماح الضوءِ

وهي تشعل ناراً فضيةً في غبارِ السندرةِ.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء