زائر

لِنقلْ     أبي

ـ وقد  كان  يومًا  يافعًا  أزرقَ   العيون ـ

يعودُ،

 

وفي أحلك الليالي

 يدخل السقيفة

ويدق الباب بجنون.

وإن كان لي أن أردُّ

فقد كان لا بد أن أستعدَّ

لوجهه الشاحب

ولشفته السفلى تمتعض في مرارة،

وهكذا مرَّ وقتٌ   طويلٌ

دون أن أرد

بل كان يدركني النومُ

بين حين وآخر

بينما يقرع الباب طوال ساعات.

وأقبلت في آخر الأمر ليلةٌ

نهضت فيها من بين أغطيتي

ونزلت إلى الصالة أتخبط

وانفتح الباب.

وعرفت أني نجوتُ
وأني قادرةٌ على احتماله

بخوائه

بإثارته للشفقة

بما بقي له من أحلام تجمدت داخله

ولم يعد للوضاعة فيَّ مكانٌ

فرحبت به

وأدخلته البيت

أوقدت له النور

وتمليت في عينيه الخاويتين

فأبصرت فيهما

ذلك الشيء الذى يملأ الطفل بالحب

وأبصرت فيهما ما كان يمكن أن يفعل الحب فينا

لو أننا كنا أحببنا

وقت أن كان الحب ممكنا.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء