رقصة الخصيان

كان القيظُ شديداً قبل أن يأتيَ الخصيان ليرقصوا،

التنانيرُ الواسعةُ تدور وتدور،

الصنوجُ تتصادمُ معاً بقوة،

والخلاخيل تجلجل وتجلجل وتجلجل...

تحت شجرة الكَلمور النارية،

والضفائرُ الطويلةُ تتطاير،

والبريقُ يومض في العيون الداكنة.

رقصوا ورقصوا، آهٍ رقصوا حتى سالت دماؤُهم...

كانت على خدودهم وشومٌ خضراءُ،

وفي شعورهم أزهارُ الياسمين،

بعضهم  سُمرٌ وبعضهم شُقرٌ.

أصواُتهم خشنةٌ وأغانيهم شَجيّةٌ،

غنّوا عن عُشّاقٍ طواهم الموت وأطفالٍ لم يولدوا...

بعضهم كانوا يقرعون طبولهم،

وآخرون يلطمون صدورهم الحزينة

وينوحون، ويتوجعون في نشوةٍ جوفاء.

كانت  أطرافهم ناحلةً جافةً

كأنها عيدان من محارق الجنازات لم يكتمل احتراقها،

الجفاف والتعفن بادٍ على كل واحدٍ منهم.

حتى الغربان فوق الأشجار خلدت إلى الصمت،

والأطفالُ اتسعت حدقاتهم،

لكنّ الجميع كانوا يشاهدون تشنجاتِ تلك المخلوقات المسكينة

ثم دوّت فرقعة في السماء،

جاء الرعدُ والبرق والمطر،

مطرٌ خفيفٌ تفوح منه رائحةُ غبارِ العِلّيّات الضيقة

وبولِ السحالي والفئران.

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء