أيها الحبيب،

في أيِّ حيوات أو أراض أخرى

عرفتُ شفتيكَ،

ويديك

وضحكك الجريء

الصفيق،

تلك التجاوزات العذبة

التي أعبدها؟

أية ضمانة هناك

بأننا سنلتقي مرة ثانية

في عوالم أخرى

في وقت ما غير محدد في المستقبل؟

سأتحدى استعجال جسدي،

لأنني بدون وعْد

بلقاء عَذْب آخر معكَ

لن أتنازل وأقدِّم نفسي للموت.

ليس بالسوء الذي

يمكن أن يبلغه،

لكنه.. سيء بما يكفي:

خارجاً من المشفى،

داخلا الى المشفى،

خارجاً من غرف الأطباء،

داخلاً إليها،

معلَّقاً بخيط:

–

تحملني إلى جنةِ الدنيا يداك
لتقود أصابعي… فتشير نحو الورود الضاحكة
ونحو ابتساماتِ النوّار السرية
ثم تأخذين برأسي الهائم في سكرته
لأشم عبقَ الحياةِ
وتمسحين على خدي
بنعومةِ الأوراق
تزداد حينها دهشتي
فتتوقف لغة الكلام
وتوشوشين:

“جناتُ عدنٍ
جناتُ عدنٍ…

اِرموا الورود في البحر

حيث يتمدّد في قاعه الموتى.

تتكلم الورود مع البحر،

ويتكلم البحر مع الموتى.

بعدَ أن ماتَ المقاتلُ، جاءَهُ رجلٌ

قال لهُ: “لا تمتْ؛ لقد أحببتُك جداً!”

لكنَّ الجثَّةَ ــ آه ــ واصلتْ موتَها.

الحب أكثر سمكًا من أن ينسى

أكثر ضعفًا من أن يتذكر

أكثر ندرة من موجة رطبة

وأكثر تكرارًا من الفشل.

أصابعك لم تشر بقبلة

لرجل غارق في مستنقع،

لم تغمض عينيْ رجل ميت.

العقد التي كان يمكن لأصابعك أن تحلها

قطعتها أنتِ بالخناجر،

التي استُعملت في الأضحية البشرية.