رسم

فليثبّتوا لي قطعة الحرير هذه

من أركانها الأربعة،

فلن أرسم فيها السماء أبداً.

فلا البحرُ ولا شواطئُه،

لا الغابة ولا الجبال ستغوي فيها فنّي.

لكن من فوق إلى أسفل،

من طرف إلى آخر،

سأرسم فيها الأرضَ بيدٍ خشنةٍ.

حدود المقاطعات، وتقسيمات الحقول

ستكون كلّها مرسومة فيها بالضبط،

هذه التي بدأ فيها الحرث سلفاً،

وتلك حيث لا يزال فوْجُ حُزمِ القمح منتصباً.

لن ينقص الإحصاء شجرةً واحدة،

فأصغر بيت سيكون مصوَّرا بمهارة غير متصنّعة.

وإنْ ينظر المرءُ بشكل جيد سيميز الناس،

فذاك، المظلة في اليد، يعبر جُسراً حجرياّ ذا حنية واحدة،

وتلك تغسل ثيابها في البِركة،

الكرسي الذي يتقدم محمولا على أكتاف حاملَيْه،

وهذا الحارث الصبور الذي يشق، طوال الأخدود، أخدوداً آخر.

تخترق اللوحة من ركن إلى آخر طريقٌ طويلةٌ

يحفُّ جانبيها صفٌ مزدوج من أشجار الصنوبر،

وفي إحدى هذه الخنادق الدائرية

حيث، عوضاً عن الماء رقعة لازورد،

نرى ثلاثة أرباع قمرٍ أصفر بالكاد

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء