رجل ضائع

وأنا راحِلٌ ضَيّعتُ دربي.

وقد تأخّرتُ فجأةً

فصَعُب أن أستديرَ عائداً

لقيتُ نفسِي وسطَ منبسط

وعجلاتٌ ضخام

تدورُ في كلّ مكانٍ.

كانَ مقاسُها طبعاً

أكبر مئةَ مرّةٍ عما لديّ.

الآخرونَ أكبرُ. أما أنا،

فعندما اقتربوا، همستُ بنعومةٍ،

كأني أهمسُ لنفسي،

من دونِ أن أراهم

تقريباً، "لا تطحَنيني، أيتُها العجلة

يا عجلةُ، أرجوكِ لا تطحنيني

يا عجلةُ، من أجلِ خاطري،

لا تطحَنيني".

وصلوا،

مثيرين ريحاً عاتيةً

ومضيت مبتعداً. تهاديتُ.

والآنَ، منذ شهور:

"أيتُها العجلةُ، لا تطحـ

نيني... يا عجلةُ، أرجوكِ ثانيةً،

لا تطحَنيني".

ولم يتدخّل أحدٌ!

ولم يستطِع شيءٌ إيقافَها.

وسأبقى هكذا

حتى مماتي.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء