ذكريات الغارة

ليس سعيًا وراء المعرفة

بل الأقدارُ التي تولدها الحرب،

هي التي قادتني لدراسة موسيقى

شخير الناس من حولي،

في تلك الليلة في الملجأ العام

على المقاعد التي لا يمكن لأي وسادة أن تجعلها

لينة،

حيث هربت، قافزًا من سريري

مرارًا بسبب القنابل القريبة للغاية.

وسبطانات الطائرات أيضًا

وأزيز المدافع المضادة،

وأكواب الشاي في الفجر

عندما غمرت النيران الشمس!

كان ذلك منذ زمن بعيد،

قبل ثلاث سنوات تقريبًا،

الكثيرون لقوا حتفهم بالرغم من أقنعة الغاز.

لم أستطع أن أحدد بوضوح

ما الذي يمكن أن نندم عليه

في زمن المجزرة،

عندما كانت النوافذ عارية من الزجاج

والمياه تجري على الأرصفة،

ولكن البنادق غيرت لحنها،

وأكياس الرمل كبرت ثلاث سنوات.

والثلج قبّل بقايا اللحم

على عظام الجندي الألماني.

كان هناك كمّامة على أنف المنطاد،

ذهب عمال القطارات إلي مصنع الحديد،

لم يبق سوى الشبح والقطة

نائمين في مأوى أندرسون،

تكررت أغنية صفارات الإنذار مجددًا،

نُعي ذلك المحاسب القانوني في عناوين الصحف

وأصبح منزله مجرد كتلة من عشب الصفصاف

حيث أتشارك حزني الآن

مع حوض الاستحمام المهجور

والعصفور الذي يتمتع بزوجتين.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء