حياتنا في فيرس

مصائبنا جعلتنا نؤمن بالخرافة

نحن ندوسُ ظلالَ أجنحةِ الطيور، وظلالَ الأوراقِ

نحن ننصت إلى أصوات غير مسموعة

نحن نقفو أثر خطانا

نحن ندخل المعبد على أطراف أصابعنا في مهبطِ الليلِ

نحن نحرق البخورَ عند المذبح.

نحن نسكب الزّيتَ في قناديلِ النذورِ

نحن نضع قرابيننا علي المذابح

نحن نهمس في مسمع الله:

أيان؟ أنّي؟ بِمَ:

ثم نغلق آذاننا، ونغادر.

وإذ نبلغ ساحة السوقِ، نفتح آذاننا

أولُ كلمةٍ سنسمعها

ستكون جوابَ اللِّه.

لم تكن الكلمة ما أمّلناه أبدًا

أنكون قد أخطأنا السمعَ؟

وهكذا، أعدنا، مرة أخرى، الروتين المضجرَ كله

المعبد، قناديل النذور، القربان، ساحة السوق

حتى أغلقت الدكاكين، وأطفئت الأنوار.

وفي الشارع، حيث نسير وحيدين، لصقَ الجدرانِ

كنا نقلّب الكلمةَ تقليبًا في أذهاننا

حرفًا حرفًا..

ونعكس قراءة مقاطعها

لكن.. ما زلنا لا نتلقّى ما نريد

هكذا أمضينا حياتنا في فيرس

بين ساحةِ السوقِ المهجورةِ

والنبوءة المنحوسةِ.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء