حكاية من الطفولة

كان طفلاً يأخذ أبقار أبويه

لترعى في المرج.

كان الشوك ينضج

عبر المنحدرات الشقراء.

الجبال كانت من القطيفة

والضوء من الساتان.

في عنق الغيمات معلقة أجراس

وفي وديان النهر تصرخ الفتيات.

كان أبوه يقول له:

«لا تنزع أحجار الأسيجة،

ميز الجمبري المخادع،

احذر من العقارب والآبار،

راقب مقالع الحجارة حين تغني

الثعابين الذهبية تحت الشمس».

 

أيام الصيف واسعة مثل البحر،

عصافير شجية تصفر في الأماكن الظليلة،

قوارب ساطعة تعبر الأغصان الملتفة

وبجلود الغرقى تشتبك نباتات السعد.

 

عالم صامت يمتد تحت قدميه

كحصيرة خضراء.

تزعق خشخاشة الفجر مع حصوات النهر،

تزعق نايات الغروب

مع حصوات النهر التي تشتعل وتذهب

إذا قامت الأسماك بلعن الغيوم الشريدة.

 

كان أبوه يقول له:

إذا أصخت السمع إلى

هذه الأحجار البيضاء،

فسوف تسمع صوت البحر حين يرتفع فوق الروابي.

وكان يذهب إلى الحجارة حيث يئن،

مع ضجيج البحر، ضوء الأحجار.

 

سكينة الصيف واسعة ورهيبة

كبحيرة أشعلها القمر.

غيوم بيضاء تدخن وتنقسم،

الأشجار تطلق سهامها السامة،

العاصفة تنزع الصَّوّان اللامع

للسماوات المحروثة، كان أبوه يقول له.

عندما يقوم طفل بأخذ أبقار أبويه

إلى الأحجار الخضراء المبذورة بالياقوت.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء