حكاية فاطمة

خمس مرات رأيتُ الظل
ربما كان ظلَّ فاطمة
حييته لما رآني
لكنه في السادسة
أوقفني
في شارعٍ صغيرٍ في المدينة
وشرع يؤنبني في قسوة
ثم سألني:
ـ “لماذا تخليتَ عني؟
لماذا لم تعشقني؟
هل أنا بغيض إلى هذا الحد؟”
قلت للظل:
“وكيف لرجل أن يعشق ظله؟
من الأدب أن يترك الإنسانُ ظله
خلفه خطوة أو خطوتين
حتى مجيء المساء”
فابتسم هزوًا
وغطى الظل وجهه بشاله الأسود وسألني:
” وبعد الغروب؟
عندما يصبح للهائم ظلان اثنان
واحدٌ من المصباحِ الذي يتركه خلفه
وآخر من المصباحِ الذي يقتربُ منه؟”
أجبتُ:
“عندها يغيران مكانيهما”
فابتسم الظلُّ واتكأ بيده على الجدار
قال: ” إذن أنا لستُ ظلك “
قلتُ : “لا أدري لمن أنت”
وهممتُ بالذهاب
ولكنه عندما أخذ يده
رأيت علامةً سوداءَ على الجدار الأبيض في نورِ القمرِ
ثم قال مرة أخري:
” إذن أنا لستُ ظلكَ “
قلتُ :”الآن عرفتُ من أنت ،
عليك أنت أن تأخذني “
فابتسم هزواً وقال:
” آخذك في مكانك أم في مكاني؟”
قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء