حكاية الشقاء الأسود

مناقير الديوك

تنقر بحثاً عن الفجر

بينما تهبط سوليداد مونتايا

الجبلَ الأسود.

بشرتها الصفراء النحاسية

تعبق برائحة الخيل والظل

نهداها سندانان فاحمان

يرتجفان بأغانٍ مكوَّرة.

عمَّ تبحثين يا سوليداد

في هذه الساعة بلا رفيق؟

أبحث عمّا أبغي

ولكن خبّرني ما الذي يهمك أنت من أمري؟

أبحث عما أبحث عنه

فرحي ونفسي.

يا سوليداد آلامي

يا فرساً أضاع اللجام

وعثر في النهاية على البحر،

فابتلعته الأمواج.

أتذكّرني بالبحر

الذي يقذف بالألم الأسود

في أرض الزيتون

تحت حفيف الأوراق.

يا سوليداد، أي ألم في أعماقك

أي ألم ممزق؟

أتبكين عصير الليمون المرّ

بشوقه للانتظار وحنينه للشفاه.

أي حزن هائل

أطوف في بيتي مثل المجنونة

أجرّ ضفائري

من المطبخ إلى الفراش.

أي ألم، إني أتحول إلى قهرمان أسود

جلداً وثوباً

آه يا لقمصاني الكتانية

آه لفخذيَّ من زهر الخشخاش.

يا سوليداد

اغسلي جسدك بماء القبّرات

ودعي قلبك يعيش في سلام

يا سوليداد مونتويا.

في الأغوار يغني النهر

منتقلاً بين سماء وأوراق

وبأزهار القرع

يتوج النور الجديد.

آه يا ألم الغجر

يا ألماً نقياً صافياً ووحيداً دوماً

يا حزناً خَفِيَّ المجرى

قَصِيَّ الفجر.

 

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء