حديث البصلة

لم أقصد أن أجعلك تبكي

لا أقصد شيئًا،

لكن هذا لم يمنعك من تقشير جسدي،

طبقة بعد طبقة.

 

تغمر الدموع عينيك

بينما تمتليء الطاولة بالقشور

قطع اللحم، وكل حطام المطاردة،

أيها الإنسان المسكين

مخدوع الذي يطلب قلبي.

 

اصطد كل ما تريد.

تحت كل طبقة لي هناك أخرى:

أنا بصل نقي - توحد كامل

بين الظاهر والباطن،

بين الغشاء والنواة.

 

انظر لنفسك وأنت تقطّع وتبكي

كم أنت غبي!

أهكذا تعيش حياتك، عقلك سكين لا يتوقف،

يدفعك نحو وهم اسمه الحقيقة،

 

وهم الاتحاد الدائم- تسلخ الجلد بعد الجلد

عن الأشياء تاركاً الخراب والدموع كبصمتك

وأثر مسيرتك

ألا يكفيك هذا؟

 

يجب ألا تشقى

لأن العالم لا يُرى إلا من خلال حجاب

وإلا كيف يمكن رؤيته؟

كيف تمزق حجاب العين،

الحجاب الذي هو أنت

ألا تريد أن تمسك قلب الأشياء

ويفتك بك جوع  لتعرف مخابيء المعنى؟

تذوق ما تحمله يداك إذن:

عصير البصل،

قشوري الصفراء وشظاياي اللاذعة.

إنك أنت الذي تُقطع إربا إربا.

كل ما قصدت أن تحب

غيرت معناه حتى أصبحت أنت لست أنت،

تقطع روحك لحظة بلحظة

بنصل من رغبات جديدة

وتزرع في الأرض قشوراً مهملة.

وفي صميم دائرتك، ماذا؟

جوهر بلا جوهر.

 

أيها الإنسان، أيها الأحمق المسكين،

يا منقسم القلب،

ضائع في متاهة الحجرات والدم والحب،

قلب يدق ويدق حتى يقودك لموتك.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء