وصلتُ ميناءك القديم
دونَ قصائد أو أفكار
دون سجلّ-
لكنني أسجّلُ
سبعاً وستين سنة من فصول خريفٍ مهشَّمة
وكلّ صيفٍ توغلين
أكثرَ خارج الزمن،
أُسجّلُ
أننا بنينا هذه الأوابد
هذه البيوت الحجرية
والحدائقَ لكل بيت،
أسجّل،
أنهم يريدون هدم منزل
أم أحمد
لكن أطيافنا لن تهجر المكان
والأوابد سوف تكدّر عيشهم،
أسجّل
أن واجهات المتاجر أكثر شحّاً
وتُرك الشبابُ shababs بالقليل مما يقومون به
بالإضافة إلى المخدرات التي يتعاطونها
والجرائم التي يلجؤون إليها
وهكذا يمكن للمرء أن يصفهم بالخطرين
لكن الأجداد سيُبعثون في دواخلهم،
أسجّل
ليس برسم البيع-
لن نغادر أو نستسلم
ربما لن يعبأ أحد بما نقول
لكن البحر البحر البحر
قد حفظَنا عن ظهر قلب،
أسجّلُ
أني لم أرَ
أولادك يكبرون
لم يكن لديّ ذلك الخَيار،
نشأتُ في سجونِ
أماكن أخرى،
لا مجال للمقارنة هنا
لكنني حننتُ إليك
ولا أعرف مقدار هذا الحنين،
فسامحيني،
أسجّل
أننا معاً
حتى لو لم نعرف ذلك
وهذه المدينةُ مدينةٌ
أبعد من الحرية الملتبسة
وأولئك الذين يخونوننا
أولئك الذين يحاولون تحريرنا
أولئك الذين يشفقون علينا
أولئك الذين يحبوننا
أولئك الذين يخطِّؤوننا
قولي لهم
أنِ انظروا إلى ضوء القمر
على الأحجار البنيّة الداكنة،
فليس من جيشٍ يمكنه تدميرَ
ذلك الصنف من الحُبّ،
أسجّل
أني أراك في سنة 2014
وسوف أراك
كلَّ يوم في كلِّ حلم،
عكا،
أعتذر إذ لم أكتب في الحال
أعتذر إذ لم أغنِّ
الأغنياتِ التي صاغها لنا البحرُ
والأبديةَ التي درَّبَنا عليها
وحتى لو تضاعفتِ المقابر
تذكري ، كما القدس،
أنه لو دُمِّرتْ هذه المدينة
فسينهض ناجٍ
في كلٍّ منّا
في كلِّ مكان من المنفى،
ليكون المدينةَ.