حجرٌ لمقلاعٍ

كنتُ طفلاً صغيراً، لعبت

مع أصدقاءٍ نسيتُ أسماءهم.

كنت أفضلهم في انتزاعِ الأحجارِ الخمسةِ من الأرضِ

وبتلك الأحجارِ الخمسةِ في قبضتي

لم يكن بإمكاني أبداً حمل مقلاعٍ لقتل طيورٍ

لم أكنْ أعرفُ أسماءها.

 

مع قطتي وطيارتي الورقية

كنتُ مثل كل أطفالِ العالمِ.

أجدتُ العزفَ على المزاميرِ الزجاجيةِ

المعلقةِ من الحائطِ المليء بأحلامِ طفولتي

حتى أسقطها مديرو المدارس واحدةً تلو الأخرى.

 

أمست أصابعي محصنةً ضد القتلِ منذ ذلك الحين،

لم ألعبْ بعيدانِ الكبريتِ

خوفاً من حرقِ شيءٍ حي.

 

ثم رأيتُ رسوماً متحركةً تصورُ الحروبَ والمذابحَ والإبادةَ الجماعية،

تصورُ بوماً قُتِلتْ وهي تتأمل العالمَ،

وبصماتِ أصابع تصرخ لأصحابها،

أصابع كُسرت وهي تسعى للحرية ومرجعية الضمير،

فنانين ومطربين وشعراء ورسامي الكاريكاتير يُحرَقونَ أحياء،

أمهاتٍ يذرفن الدموع على أطفالهن المتوفين،

وقادة كاذبين يحاولون حجب السماء،

وحمقى مسلحين يخدعون الأطفالَ بالألعابِ،

ومداخنَ نووية تلطخ أقواس قزح،

وحيواناتِ الخرافاتٍ تستسلم لسلطة الحضارة الحديثة،

وأناساً يهاجرون ليتمكنوا من التحدث بلغتهم،

والقسوةَ المستمرةَ،

والتعصبَ والظلمَ والتوحش،

والبشرَ غير المبالين بشقاء بشرٍ آخرين.

الآن في غرفتي مع طيورٍ من كل أنحاءِ العالم

ألعبُ الغميضةَ في قصائدي

على أمل أُدخل بصيصاً من النورِ في التهويدات

وأن تكون يداي رفيقتين عندما أرسمَ

الحواجبَ والعيونَ.

كل ما أريده هو ألا أكون

حجراً في قبضةِ مقلاعٍ.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء