تلال الوطن الحمراء

 

هنا نشأ أبي

وتعوَّد قلبَه

على سماع صوت البومة يأتي من التلال الخضراء.

وفيما وراء التل، كان النسر يسبح في الفضاء

فيما كانت النملة الكبيرة تسحب

ضحية مجهولة نحو قبر واضح المعالم

محفور في قلب الأرض الأبدية.

 

هنا نشأت.

مات أبي تحت الأرض منذ سبعة مواسم بلا مطر.

لن ندفن إلا خبر الوفاة.

والأن يرتل نسرٌ محلق ترانيم

،عن بؤس السماء المكفهرة

ولم تعد النملة الكبيرة تظهر

فأبي تحت الأرض وجبة دسمة.

ماتت تلال الوطن الخضراء،

والسماء تمزقها تلال حمراء

وتئن بيوت الفلاحين التي يكسوها الدخان

تحت عنف الجرافات الهادر.

بالأمس دفعت يدان قويتان

صديقي «مانيونجا» في صدره

وها هو اليوم يعيش ثملًا في منفى ثمل.

 

جاءت التلال الحمراء

بجروح يخنق صديدها الفلاحين.

ينام ابن الفلاح

ويحلم بأطياف البهجة التي يرسلها ضوء القمر.

تحتضر الأغنيات التي

كان يشدو بها أبي في المواسم.

تعربد التلال الحمراء والرعد الذي صنعه الإنسان

في الأرض الذليلة.

لن يعرف أبي إذا ما بعث من موته

كثيب النمل

الذي يحتضن دمه

المدفون مع الحبل السري.

كانت الأرض يومًا ترقد حبلى

ها هنا

واليوم تنزف التلال المقدسة

بعد أن جردوها حتى من اسمها الجميل،

وتحلب أيدٍ جائعة أبقارَها المقدسة

وأفواه تأكل الإنسان

ثم تزدرده في حلق عملاق مخيف

يقبع في ذات المكان

الذي كان نهر روحك الرقراق يجري فيه.

 

تلال حمراء ورائحة المنفى؛

".هذا الصباح ماتت "تشيبو

لم تخترق الهواء أصوات تراتيل الدفن

ولم نشعر بالأمان حين دفناها

فغدًا تأتي الجرافات

مبعثرة عظامها الرقيقة المريضة.

 

تلال حمراء ورائحة المنفى.

يتنفس المنفى خلف ظهورنا

.في سباق خاسر سلفًا

تلال حمراء ونبض المنفى

تخبرنا أن المكان لم يعد لنا وطنًا.

 

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء