تكريس

ليس من أجل الأمراء والأساقفة

ذوي العربات التي يقودها

سوّاق في لمم مستعارة

أولئك المكللين بالغار

المسرعين لِلَعق زُبْدِ الأيام

بل من أجل المنبوذين المحتَقَرين

لأجل الذين تطوقهم الأسنَّة

رجال الكتائب الممزقة التي تقاتل حتى الفناء

أولئك الذاهلين في النقع ، في الصراخ، في الضجيج

الرجال ذوي الرؤوس المهشمة التي

يسيل منها الدم في العيون.

**

لا ليس من أجل أمير الحرب

صفي العرش المثقل بالنياشين

الذي يخطر في الاستعراض

على جواد كمثل الديك

والأبواق تنفخ من حوله

بل للغلمان الذين لا يعرفهم أحد

**

ليس الحاكم من يعنيني

بل الجندي الصغير

الذي يجوب الطرقات على قدميه

العبد الذي تنخسه المهاميز وكيسه فوق كتفيه

الفتى ذو الحمل الثقيل والعبء المضني

البحار، وقّاد الباخرة ، الرجل ذو الأسمال

الذي يحيل الصراخ أناشيد بحر يطلقها

منحنيا فوق حبال الأشرعة.

الحَرَسي المتعَب، ومدير الدفة الذي أثقل النعاس جفنيه

**

دع غيري يغني للكأس ، للمال ، للسرور،

للحضور الجليل للعاهل المنتفخ البطن

أما أنا فسأغني للأقذاء ، للزَبَد، للغبار ، لحثالة الأرض.

لتكن الموسيقى من نصيبهم، والأضواء والمجد والذهب.

ولتكن لي حفنة من رماد، وقبضة من تراب

**

عن الأعرج والأبتر والأعمى

عمن ينام في البرد والمطر

عنهم سأصوغ أغنياتي

وعنهم سأروي حكاياتي

آمين.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء