بالاد إلى تلٍّ في الفجرِ

ثمّتَ تَلٌّ غيرُ مَسَمّى

لكنْ بتضاريسَ محدّدةٍ تماماً

والناسُ جميعاً يعرفون ،

الناسُ الذين يؤمنونَ بما يتّبعونَ ،

سببَ  هيأتِهِ .

 

ليسَ هذا تلاًّ يقبِّلُ الفجرَ

مثلَ تلالِ سلسلةِ الأطلسِ

هذا التلّ يعلو موحِشاً

مع اليومِ الآتي

ووحشيةِ الإنسانِ.

 

ومع أن هذا التلّ بلا اسمٍ

إلآّ أن له تضاريسَ تقتنصُ:

الألسنةَ الخدّاعةَ

ودروبَ الخيانةِ

التي تختِمُ  شكلَه الـمُمِيتَ.

 

لم تكن الشمسُ هي التي أعلنتْ النهارَ

ولا زرقةُ السماءِ:

إنه رُعبُ غيمةٍ

تنَزّلَتْ

معلِنةً المعاناةَ الوشيكَةَ .

 

ليس ذاكَ تلاًّ للخرافِ الهائمةِ

أو للماعزِ الوثّابةِ

هذا التلُّ اغتُصِبَ

مصلوباً

واستُخدِمَ للقتلِ والتشويهِ.

 

يقولون إنهم تعذّبوا عذاباً أليماً

والكثيرُ وقفوا ينظرون متفرِّجينَ

بينما المحكومون  يذوون

وقد استُنزِفَ دمُهُم

بأظافرَ أنشَـبَها الخوفُ .

 

ربما كان الجهلُ

تجمَّعَ على ذلك التلّ؟

والكثرةُ عرفتْ قليلاً

ولربما لم تكترثْ

للأذى القادمِ.

 

سنكونُ ، جميعاً ، مُعَذِّبينَ

حين نجتمع على تلالٍ كهذا

ونقف متفرِّجين

لا نقول شيئاً

تاركينَ الدمَ يسيل.

قراءة المزيد

قصائد الأيام الماضية

قائمة الشعراء